«قانون باتريوت» طريق الإخوان إلى لائحة الإرهاب الأمريكية.. صدر بعد أسابيع من هجمات 11 سبتمبر.. يعطي الإذن لترامب في الترحيل الفوري للإرهابيين.. استخدم مع حماس وحزب الله.. وباحث: يخدم الإسلام
طريق الإخوان إلى لائحة الإرهاب، هكذا يصف الإعلام الأوروبي «قانون باتريوت الأمريكي» الذي تطالب به العديد من الدوائر الراغبة في حظر الجماعة للأبد، وخاصة أن القانون يقدم خلطة سحرية لترامب، لاتخاذه القرار المنتظر، بإعلان الإخوان منظمة إرهابية، ويعفيه من اللجوء للإجراءات القانونية المعقدة في أمريكا.
سيرة ذاتية للقانون
بعد فترة وجيزة من هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية، أصدر الكونجرس عدة تشريعات، يمنح من خلالها سلطة واسعة إضافية، لكل من أجهزة إنفاذ القانون المحلية، ووكالات الاستخبارات الدولية، ومنها القانون المعروف باسم قانون باتريوت.
ويوسع القانون سلطات وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية، بداية من جمع المعلومات الاستخبارية والتحقيق مع أي شخص يشتبه في صلته بالجماعات الإرهابية، ويعتبر امتداد لحزمة قوانين استثنائية، فرضتها الولايات المتحدة، بداية من قانون الأجانب والفتنة لعام 1798، الذي فرض قيودًا كبيرة على حريات الإثنيات، والجنسيات، وأعطى الأذن لرئيس الولايات المتحدة أن يأمر بترحيل جميع المهاجرين الذين يُعتبرون خطرين على الأمن القومي.
ويقع قانون باتريوت في 342 صفحة، ويعدل أكثر من 15 قانونًا فيديراليًا، بما في ذلك القوانين التي تحكم الإجراءات الجنائية والمراقبة والاستخبارات الأجنبية والتنصت على المكالمات الهاتفية، والهجرة، وإعطاء أوامر سرية بأمر القضاء، لمراقبة الاتصالات الإلكترونية للإرهابيين.
ويعتبر القانون، الممر الرئسي، لاعتماد خطة الرئيس دونالد ترامب، لتسمية جماعة الإخوان، كيان إرهابي، بنفس الطريقة التي تعامل بها مع الحرس الثوري الإيراني؛ فالإخوان حاليا بالنسبة للبيت الأبيض، لاتختلف عن طالبان أو القاعدة، التي تتشارك معهم في نفس الإيديولوجية الداعية إلى العنف، وإظهار القداسة للفكر التنظيمي، على حساب الولاء للجنسية الأمريكية، التي تمنحهم كثير من المميزات لاتعد ولا تحصى.
فرصة للإسلام المعتدل
يقول توفيق حميد، الخبير المصري في شئون الجماعات الأصولية، والمقيم بالولايات المتحدة، أن «قانون باتريوت» الأمريكي الصادر عام 2001، سيتيح للولايات المتحدة، وضع الإخوان على قائمة الإرهاب بتهمة مساعدة الجماعات الإرهابية، مثلما حدث مع حماس، موضحا أنه ليس بالضرورة، أن تكون الجماعة متورطة بشكل مباشر في ارتكاب عمل إرهابي ضد الولايات المتحدة.
وأضاف الخبير المصري، أن السلطات الأمريكية تدرس الإخوان منذ سنوات، وتعرف جيدًا أن أعضائها يمرون بمراحل مختلفة تنتهي بالتطرف، مشيرا إلى أن الغرب يدرك جيدًا، أنه لن يكون من الجيد الانتظار حتى تتوحش الجماعة وأتباعها، وشن هجمات إرهابية ضده.
ويرى حميد، أن تسمية جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، سيكون مفيدًا للمسلمين، مؤكدا أن إغفال عقيدة الجماعة من الفكر الإسلامي، يعطي فرصة للإسلام المعتدل لتسيد الميدان والتعبير عن الإسلام الحقيقي.