رئيس التحرير
عصام كامل

"أبلكيشن الشر".. "الإخوان" تستخدم "يورو فتوى" لغزو أوروبا وجمع المعلومات عن المسلمين في الغرب.. التحقيقات تثبت ضلوع القرضاوى في استخدام التطبيق لتجنيد الشباب.. وإطلاقه من أيرلندا للتشويش


كل يوم يكتشف العالم، كارثة ارتكبها الإخوان في حق الإنسانية، تلاعبت الجماعة بالديمقراطية من أجل تثبيت أقدامها، دشنت مجتمعات موازية، تستعد من خلالها للانقضاض على الغرب، متى أتيح لها إقامة «الخلافة» بجانب الضغط على المجتمع الأوروبي، لاتخاذ قرارات محابية لهم، ضد دولهم الأصلية كما يحدث حاليا، بنشر «تطبيقات شر» إلكترونية، على رأسها تطبيق «يورو فتوى» الذي تم الكشف عنه مؤخرا، ويخضع حاليا لتحقيقات موسعة، لمعرفة الصلة بينه وبين القرضاوي، عدو أوروبا في المنطقة.


والتطبيق يعد أهم وثيقة تكشف سعي الإخوان لعمل مجتمعات موازية في أوروبا، تأتمر بأمر الجماعة وحلفائها، ما يؤكد أن التنظيم لا يضيع أي فرصة مهما كان حجم التضييق عليه، لاستغلال الفراغ الملحوظ الذي قد يؤدي إليه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لإعادة تقديم الجماعة نفسها ليس لبريطانيا وحدها، وإنما للغرب بأكمله، وهو ما يفسر إطلاق التطبيق من أيرلندا، مع أنه يستهدف الجمهور البريطاني بالأساس.

قصة التطبيق المثير للجدل، بدأت منذ فترات ليست قريبة، وكُلف بالتشويش على السلطات البريطانية، ولكي يكون بعيدا عن المراقبة، ويضمن سلامة القائمين عليه، سمي «يورو فتوى»، واستهدف بشكل أساسي مسلمي بريطانيا، وسريعا تم الترويج له على الجروبات والجيوش الإلكترونية التابعة للجماعة، وغطى التطبيق كافة مدن وبلدان إنجلترا على أن تبدأ مراحله الجديدة في أيرلندا وكندا.

خطة الانتشار، اعُتمدت من مساجد الإخوان في المملكة المتحدة، ومن خلال المعلومات التي تم اختراقها، تبين أن من يقف خلف التطبيق يوسف القرضاوي، الرئيس الروحي للإخوان، والمحظور من دخول المملكة المتحدة منذ عام 2008، وهو ممنوع أيضا من دخول فرنسا والولايات المتحدة وأيرلندا، بجانب بلدان أخرى في الشرق والغرب، بسبب آرائه المتطرفة، ودعوته الشهيرة إلى تفجير النفس، إذا ما طلبت الجماعة ذلك، الأمر الذي سهل لداعش والقاعدة، تجنيد شباب الإخوان، الذين يثقون في شيوخهم وكأنهم آلهة تعبد من دون الله، كما سهل لقطاع عريض من المؤسسات القيادية في الإخوان، تدشين الحركات الإرهابية العقابية، على شاكلة حسم ولواء الثورة، لاستهداف مؤسسات الدولة المصرية ورجالها، ونجحوا بالفعل في استهداف رموز عسكرية ومدنية، قبل أن تطبق الدولة حصارًا أمنيًا ناجحًا عليهم، وتقطع دابرهم.

لفترة طويلة، حاول «تطبيق القرضاوي» استغلال التكنولوجيا الحديثة، للتسلل إلى منازل المسلمين العاديين في بريطانيا، سواء من أصل عربي أو شرق أوسطي، أو من أصول بريطانية وأوروبية، وتجنيدهم إلى صفوف الجماعات والتنظيمات الدينية، وحشدهم لصالحها عبر ترويج فتاوي القرضاوي، ما يضمن للإخوان ممارسة ضغوط داخلية على صانع القرار البريطاني، ليس فقط من الحركيين الذي ينتشرون بكثافة في الأراضي البريطانية، ومعظمهم حاصل على الجنسية الإنجليزية، ويتمتع بكافة مميزاتها، ولكن من جميع المسلمين ببريطانيا، الذين يعتبرهم التطبيق، حركيين على قوائم انتظار رموز وقيادات للتنظيم، معروفين بقدرتهم على الاستقطاب، سواء المتواجدين بأجسادهم داخل بريطانيا، أو خارجها، المهم في النهاية ربطهم بالتطبيق، الذي اعتبرته الجماعة، أحدث وأقوى وسيلة لإعادة تعريض المستهدفين للرسائل مرة عدة على مدار اليوم، واستغلال مشاعرهم الدينية، في تجنيدهم لمناصرة قضايا الإسلاميين بالعالم.

المثير أن التطبيق، أكد أن الإخوان تمتلك إحصائيات دقيقة ليس فقط عن عدد المسلمين، وأماكن تواجدهم داخل بريطانيا، بل أيضا عن أدق بياناتهم الشخصية وهواتفهم، رغم ارتفاع حصة المملكة المتحدة من السكان المسلمين بنسبة تقدر بنحو 6.3%، ومعظمهم من الشباب تحت سن الثلاثين، مما يعني أن التواجد الإسلامي في بريطانيا وحتى الأوروبي بالمعايير الديموجرافية، يسهل للإسلاميين مهمتهم في الاستقطاب، من خلال اللعب بعقول الشباب، وتستغل الإخوان عدم التواجد المركزي للمسلمين داخل المملكة المتحدة، إذ لا تتواجد الجاليات الإسلامية في جميع أنحاء البلاد بالتساوي، حيث يعيش معظمهم في المراكز الحضرية الرئيسية، مثل لندن أو برمنجهام أو مانشستر.

كما تضم مستوطنات أخرى في إنجلترا مثل برادفورد وأولدهام وبولتون عددًا كبيرًا من السكان المسلمين، رغم حجم هذه المستوطنات الصغير نسبيا عن المدن الكبيرة، ويعكس ذلك خريطة توزيع المساجد الكبيرة في المملكة المتحدة بأكملها، حيث يوجد أربعة فقط من أكبر 20 مسجدًا في برادفورد، بما في ذلك الجامع الصوفي، الذي يسع لـ 8000 شخص.

وحصل التطبيق بجانب المعلومات الدقيقة عن المسلمين، في أول خطواته لمعرفة من هم، وأين يتواجدون، وظروفهم المعيشية، على عدة استطلاعات رأي، لمعرفة رأي الإنجليز في المسلمين البريطانيين، بعد كل الأحداث التي شوهت صورة الإسلام عموما، والحركي على وجه الخصوص، وخرجت أغلب الاستطلاعات تؤكد استمرار إيجابية نظرة قطاعات كبيرة في المملكة المتحدة تجاه المسلمين، وخاصة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا، الذين أكدوا أنهم ما زال لديهم انطباع أفضل عن المسلمين.

ويأتي خلفهم النساء في مرافقة مثيرة، وعرفوا من التطبيق، أن أعلى نسبة من الأشخاص الذين لديهم آراء جيدة حول المسلمين ترتكز في العاصمة لندن، ولكن كما هم الإخوان دائما في هدم المعبد على أنفسهم، بدأت رائحة التطبيق تفوح بشدة، في ظل حالة الترصد الأمني بالغرب للإسلاميين بالدول الأوروبية، وبعدما كشفوا مؤامراتهم على البلدان التي فتحت لها ذراعيها، حيث حدد الإخوان منذ بداية وجودهم في الغرب، حوالي250 عامًا، لكي يفوق عدد المهاجرين المسلمين بذريتهم عدد السكان بالمعدل الحالي، وهي إحدى الرسائل التي كشفت عنها محتويات التطبيق، بجانب نشر وجهات نظر متطرفة، تجاه الفكر الغربي والحريات، ومعاداة السامية.

غباء الإخوان والقائمين على التطبيق، أثبت أنهم لم يهدفوا إلى الاستقطاب من خلال التحريض على معاداة السامية فحسب، بل سعوا أيضًا إلى عزل المجتمعات الإسلامية في الغرب عن الحياة الأوروبية السائدة، وهي منشورات اخترقتها أجهزة الأمن، وجرى التنبيه على متجر جوجل بلاي من قبل جريدة صنداي تايمز، وتصرفت جوجل على الفور، وحظرت التطبيق من متجرها، ما مثل ضربة ساحقة في وقت شديد الصعوبة للجماعة وأنصارها بالغرب، وخاصة في ظل سعي الولايات المتحدة والعديد من الدول، لحظر الإخوان ومواليها من التيارات الدينية العنيفة، وإدراجها على لوائح الإرهاب، وتعتبر الضربة البريطانية للتطبيق، انتصارًا للحملات العربية ضد الجماعة وأنصارها، ومثالًا على كيفية حاجة بريطانيا للعمل بشكل وثيق مع أوروبا والبلدان العربية في مكافحة التطرف، ولاسيما أن التطبيق، يكشف المخاطر التي تواجه كل أوروبا، بما في ذلك المملكة المتحدة التي تحتضن التنظيم وتقدم له الدعم، فالإخوان تثبت كل يوم أنها المنظمة الأكثر قوة وخطورة في جميع أنحاء أوروبا، ولاسيما أنها تملك حصانة واضحة بمؤسسات ضخمة تملكها، من مساجد وجمعيات خيرية ومدارس وشركات.

يرى سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن الحكومة البريطانية ومنذ عام 2015، وهي تعلم جيدا التكتيكات الجديدة لجماعة الإخوان لنشر أيديولوجيتها في الغرب، موضحا أنه بات واضحا للجميع تعارض الفكر الديني الحركي للإخوان وغيرهم، مع القيم الأوروبية، وتعارضها أيضا مع مصالحهم وأمنهم القومي.

المتطرفون يتكيفون بسرعة مع الظروف المتغيرة، يعلق «عيد» على كيفية بناء مثل هذا التطبيق، في مثل هذه الظروف التي تمر بها الجماعة؛ فهم برأيه محترفون في استخدام التكنولوجيا، وتجنيدها لحسابهم، لافتا إلى أن الوقت حان، لمراجعة جادة لأنشطة جماعة الإخوان المسلمين داخل أوروبا، والنظر بجدية إلى التهديد الذي تمثله جماعة تتمدد في أوروبا، مما يعني أن الحكومات الأوروبية ليس أمامها خيار آخر، في أخذ قضية الإخوان المسلمين على محمل الجد، بعد أن عرفوا ما تقوم به هذه المجموعة المتطرفة من أنشطة مريبة في بلادهم.

"نقلا عن العدد الورقي"...
الجريدة الرسمية