رئيس التحرير
عصام كامل

البرامج الإعلامية.. زائر يكون أو لا يكون


البرامج الإعلامية.. هى الزائر الذى يحضر منازلنا نجلس ونشاهده ونستمع له ونتفاعل معه، هذا الزائر دون أدنى شك له التأثيرات المختلفة على جميع أفراد الأسرة إما إيجابية أو سلبية، إما خفيف أو ثقيل، أصبحت هذه البرامج لها دور مهم جداً لنقل الثقافات والخبرات والأفكار، حيث أصبحت وسائل الإعلام تؤثر تأثيرا كبيرا على المجتمعات من خلال الرسائل التى تبثها سواء كانت رسالة إقناعية حول فكرة معينة، أو تستهدف تغيير اتجاه أو سلوك معين.

إن معظم وسائل الإعلام أصبح هاجسها الأول والأخير هو المال، وتخلت عن المسئولية الاجتماعية التى يجب أن تكون غاية وأساسا لكل وسائل الإعلام، وكان الناتج هو ظهور برامج إعلامية متنوعة تحمل مسميات مختلفة وأهداف متعددة، والسؤال هنا: هل يجوز للبرامج الإعلامية أن تسخر من الأوضاع السياسية، سواء كانت المؤيدة أو المعارضة، إذا كانت الإجابة بنعم هل سيكون هناك توجه إعلامى بتعليمات، أم سيكون هناك التوازن والشفافية والحقيقة وضمان لاستمرار البرنامج الإعلامى.
الإعلامى "باسم يوسف" عاد مرة أخرى ببرنامج ساخر حقق نسب مشاهدة كبيرة فى المجتمع، وبالفعل قدم الخلطة الممزوجة بين المؤيد والمعارض، وانقسم المشاهدون حول تقييمه بين المعجب والمتحفظ والرافض للأسلوب لعدد من الأسباب إلى أن وصل هذا الرفض الآن لساحات القضاء، ولا نعلم ماذا تكون نهاية هذا النزاع، لأن الدستور المصرى الجديد لم يعط الحصانة الكاملة لحريات التعبير الإعلامى، ومازال أسلوب النظام السابق مستمرا حتى بعد رحيله.
أنا أرى أنه لابد أن تكون هناك حرية إعلامية للتعبير عن الرأى، ولكن بشروط واضحة وهى الحفاظ على العادات والتقاليد والقيم الأخلاقية للمجتمع الشرقى العريق، وأن كل ما يقدمه الغرب لا يتناسب مع مجتمعنا، واذا أردنا تطبيق فكر خارجى لابد أن يتناسب معنا دائماً، وليعلم صانعو الإعلام أن فى أيديهم أمانة غالية جدا وهى الرسالة الإعلامية، البند الثالث من الأركان الرئيسية فى بناء الدولة المتطورة بعد السياسة والاقتصاد، لأن الإعلام له التأثير المباشر فى بناء شخصية الفرد فى المجتمع.
تعلم ما هو مفيد.. وصحح ما يلوثه الآخرون، الإصلاح الصغير الآن كبير فى المستقبل.
الجريدة الرسمية