رئيس التحرير
عصام كامل

الموت في البلاعات!


مياه تسربت خارج بيارة الصرف الصحي في منزل السيدة "سلمي محمد عوض" المقيمة بقرية المنشية بكوم أمبو، المدينة الأسوانية العريقة.. استعانت السيدة "سلمى" بالجيران، وبشهامة أبناء البلد عموما وأهل الصعيد خصوصا، تطوع عدد من شباب القرية بالتدخل والتعامل مع البيارة..


أولهما الشقيقان "كرم" و"عنتر سيد إجميل" والثالث "حمادة عبد المنعم" والرابع "سيف عبد النعيم".. ولم يتدخل الأربعة إلا لصعوبة التعامل مع الأزمة التي سببها الصرف الصحي في بيت السيدة "سلمى".. وبدأت بوادر الحل وانخفضت المياه في البيارة بالفعل، فقام احدهم بالنزول إلى غرفة الصرف الصغيرة لاستكمال إزالة الانسداد، فتأخر طويلا عن الوقت الطبيعي، فادنفعا اثنان آخران اكتشفا أن صديقهم توفي بالاختناق من الغازات القاتلة بغرفة الصرف، وفي محاولة لإنقاذه وإخراجه سقط الآخران غرقا ولحقا به وتم إنقاذ الرابع "سيف عبد النعيم" الذي نقل على عجل إلى مستشفى نصر النوبة!

اللواء أحمد إبراهيم محافظ أسوان -كما نقلت محررة فيتو النشيطة دعاء إبراهيم أمس- ذهب لتقديم واجب العزاء وأثبتت التحقيقات أن الشبان الثلاثة ليسوا من موظفي الصرف الصحي ولا من المتخصصين به، ولذلك أدت هذه الفوضى وهذا الاستسهال إلى تحول القرية بل كوم أمبو كلها إلى مأتم كبير!

تلك كانت حادثة الأمس.. لكن عندما نراجع أخبار الحوادث الأسابيع الماضية وحدها نجد الخبر المؤسف التالي: "لقي سائق وعاملان مصرعهم إثر سقوطهم في بيارة صرف صحي بقرية "بني سليمان الشرقية" أثناء محاولتهم استخراج "خرطوم" خاص بفنطاس جرار الكسح التابع لجمعية تنمية المجتمع المحلي بالقرية، وتم نقل الجثث لمستشفى بني سويف النموذجي"!

وفي مارس الماضي سقطت الطفلة "سارة" في إحدى بالوعات الصرف بقرية "بركة" التابعة لنجع حمادي، وفي أكتوبر الماضي حقق محرر "فيتو" النشيط محمد زكريا وكتب بعنوان "بيارات الصرف الصحي مصيدة الأرواح مصرع 4 عمال بكفر الشيخ.. غرق عامل بشركة مياه البحيرة.. وفاة اثنين من العاملين بشركة مياه الشرب بالشرقية.. والمسنون والأطفال والعمال أبرز الضحايا"!!

الحوادث كثيرة.. ونقف أمام أزمة مركبة.. فيها من الإهمال والجهل وعدم الوعي.. الإهمال من بعض المسئولين بين هيئة الصرف والمحليات حيث تتوزع المسئوليات بينهم.. بينما الجهل في التعامل مع الموضوع وعدم إدراك خطورة الأمر الذي تصل خطورته إلى الفنيين أنفسهم، ونفقد الكثيرين منهم أثناء قيامهم بواجبهم، وهم يدركون خطورته مثلهم مثل رجال الإطفاء والدفاع المدني..

ثم عدم الوعي بخطورة السير فوق بلاعات الصرف بالشوارع، وبعضها تمت سرقته من عصابات متخصصة الآن في ظاهرة سلبية وسيئة جدا في هذا النوع من السرقات، والي تهالك بعضها بفعل الزمن والسير بعيدا عنها افضل واسلم!

الآن ماذا نفعل إلى حين قيام الجميع بواجباته؟ علينا توعية الناس ومنهم إلى أطفالهم بعدم السير فوق البلاعات أو إلى جوارها فضلا عن الإبلاغ الفوري عن أي بالوعة غير مغطاة دون تكاسل أو تغطيتها والتحذير منها إلى حين وصول الجهات المختصة!

الأمر جد خطير.. اللهم بلغت اللهم فاشهد!
الجريدة الرسمية