لاسارتي "الضعيف فنيًا" أيامه معدودة في الأهلي.. التعادل مع الإسماعيلي بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير".. ثورة من الجمهور الأحمر ضد المدرب الأوروجوياني.. وهذه فرصة الإدارة للتعاقد مع مدرب جديد
باتت أيام الأوروجواياني مارتن لاسارتي المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي معدودة داخل جدران القلعة الحمراء، وذلك ليس بسبب تعادل الفريق مؤخرًا أمام الإسماعيلي بالدوري 1/1 فقط، ولكن لفشل الفريق من الناحية الفنية في معظم مبارياته تحت قيادة لاسارتي، وفوزه بأكثر من مباراة في الدوري في الدقيقة الأخيرة بشق الأنفس.
إضافة إلى أخطاء لاسارتي المتكررة في عدد من المباريات بالتغييرات الكثيرة في تشكيل الفريق، ما يؤدي إلى تذبذب الفريق من الناحية الفنية والخططية، إضافة إلى الخروج المهين من بطولة دوري أبطال أفريقيا بالخسارة من صن داونز الجنوب أفريقي بنتيجة كبيرة 0/5، على الرغم من التدعيمات التي كلفت إدارة النادي الأهلي عشرات الملايين بجلب صفقات من العيار الثقيل.
صدمة تعادل الإسماعيلي
تعادل الأهلي مع الإسماعيلي بالدوري 1/1، في المباراة التي أقيمت، الأربعاء، جعل الأهلي في موقف صعب إلى حدٍ ما، ومهدد بقوة بفقدان الصدارة، فإذا فاز الزمالك في جميع مبارياته المؤجلة سيتصدر جدول الدوري بفارق نقطة عن الأحمر، وقبل مباراة القمة أمام الأهلي في آخر جولة بالبطولة.
وصبت جماهير القلعة الحمراء غضبها على لاسارتي المدير الفني بسبب الأخطاء العديدة التي شهدها الفريق في مباراة الإسماعيلي، واستغلها الدراويش في تسجيل هدف التعادل، ولم يلتفت إليها لاسارتي، منها البطء الشديد لثنائي قلب الدفاع، وسهولة اختراق لاعبي الإسماعيلي من عمق وسط الملعب والدفاع، ما أدى لانفراد محمد صادق ومحمود دونجا بمرمى الأهلي في أكثر من مرة.
أخطاء لاسارتي في التشكيل
وشهد تشكيل الأهلي لمباراة الإسماعيلي الأخيرة بالدوري العديد من الأخطاء، أبرزها الدفع بوليد سليمان كصانع ألعاب بدلًا من صالح جمعة الذي يؤدي بشكل جيد في الفترة الأخيرة، وهو ما وضح للجميع عند نزوله أمس في لقاء الدراويش بصناعة هدف الأحمر بتمريرة من منتصف الملعب جعلت وليد أزارو ينفرد بالمرمى ويسجل هدفًا.
إضافة إلى بداية المباراة بحسام عاشور الغائب منذ فترة طويلة عن التشكيل الأساسي بسبب الإصابة أحيانًا ولأسباب فنية أحيانًا أخرى والمفتقد لمستواه البدني بشدة، نظرًا لإيقاف حمدي فتحي لحصوله على 3 إنذارات، فكان يتوجب على لاسارتي الدفع بأحمد فتحي الذي يشارك بصفة أساسية في المباريات الأخيرة بجوار عمرو السولية في منتصف الملعب مع الإبقاء على عاشور على مقاعد البدلاء، ومرر عاشور أكثر من كرة بالخطأ للاعبي الإسماعيلي تسببت بانفرادات على مرمى الأهلي ونجح الشناوي في صدها.
كما دفع لاسارتي بمحمد هاني في مركز الظهير الأيمن وأبقى على أحمد فتحي الذي يلعب كثيرًا في الفترة الأخيرة، دون سبب مقنع، خاصة أن هاني يغيب عن الفريق منذ فترة طويلة للإصابة، وصبره الطويل على رمضان صبحي في الملعب على الرغم من أدائه الفردي وكثرة تمريراته الخاطئة.
الفشل في المباريات الكبيرة
وأوضح لاسارتي فشله في قيادة الفريق لتحقيق الفوز في المباريات الكبيرة، بدءًا من الهزيمة أمام فيتا كلوب الكونغولي في الكونغو 0/1 بدوري أبطال أفريقيا، والتعادل مع الزمالك سلبيًا في الدور الأول بالدوري، والتعادل الأخير مع الإسماعيلي 1/1، والهزيمة الكبيرة من صن داونز 0/5 بدوري أبطال أفريقيا، والهزيمة أمام بيراميدز مرتين في الدوري، والفوز بصعوبة على فرق في المتناول في الدقائق الأخيرة مثل طلائع الجيش وسموحة والجونة والاتحاد السكندري.
افتقاد الحلول التكتيكية
وعلى المستوى التكتيكي، افتقد الأهلي الحلول وبدا لاسارتي عاجزًا من الناحية الهجومية التي تمثلت في تحركات الأطراف وهو ما أدى للعجز في توفير الفرص في مباراة الإسماعيلي، ليبرهن أنه قليل من الناحية الفنية وهو ما ظهر في لقاءات سابقة للفريق، خاصة أن الإسماعيلي لعب منذ البداية على إيقاف انطلاقات التونسي على معلول.
ورغم وجود مشكلة واضحة في قلب دفاع الإسماعيلي لم يفطن لاسارتي لمشاركة مروان محسن للضغط على عمق الدفاع الأصفر، وازدادت معاناة الأهلي مع التغييرات المتأخرة من جانب المدرب الأوروجواياني.
ودائمًا ما ينتظر لاسارتي للدقيقة 70 حتى يبدأ في إجراء التغييرات حتى لو هناك لاعبين ليسوا في مستواهم المعروف، وأكد ذلك في مباراة الدراويش للتدخل لتغيير واقع اللقاء رغم ضعف مستوى حسام عاشور وضرورة الدفع بصانع لعب مثل صالح جمعة منذ بداية الشوط الثاني على أسوأ تقدير بجانب أن الفريق كان يحتاج لمهاجم آخر بجانب وليد أزارو ويجري تعديلات على طريقة اللعب لمفاجأة الإسماعيلي، وهو ما لم يحدث وأدى لثورة من جماهير الفريق في الشارع وعلى السوشيال ميديا ضد لاسارتي ووصفوه بالضعيف فنيًا.
فرصة لمدرب جديد
ففي حالة عدم خوض الأهلي لمباراته أمام المقاولون العرب بالدوري، يوم 28 مايو الجاري، لن يلعب الفريق محليًا سوى بعد شهرين مدة إيقاف النشاط المحلي عقب انتهاء بطولة أمم أفريقيا التي تستضيفها مصر خلال الفترة من 21 يونيو وحتى 19 يوليو المقبلين، وسيتبقى للفريق بالدوري مباراتي المقاولون والزمالك.
ومن هنا تأتي الفرصة السانحة لمجلس إدارة النادي الأهلي بالتعاقد مع مدرب جديد قوي الشخصية وقوي من الناحية الفنية ولديه خبرات داخل القارة الأفريقية، لإعادة الفريق لمساره الصحيح محليًا وأفريقيا.