رئيس التحرير
عصام كامل

عن حادث سطو "المدرسة" بطوخ!


قبل ثلاثة أيام وضعت النيابة العامة بمدينة طوخ وبحكمة بالغة نهاية ما جرى في قضية السطو.. والقصة لمن لا يعرف، هو خبر عاجل في عديد من المواقع والصحف بالقبض على مدرسة ملثمة حاولت السطو على إحدى الصيدليات بمدينة طوخ بالقليوبية تحمل سلاحا أبيض وزجاجة بنج للتخدير..


حضرت الشرطة التي اصطحبت المدرسة إلى قسم طوخ، وحضر الشهود، ثم أحيل الجميع للنيابة التي أمرت بسرعة التحري عن الواقعة كلها.. وجاءت التحريات التي أكدت أن المعلمة لديها ابنة مريضة بمرض خطير، ولا تجد أموالا للإنفاق على الدواء، ولم تجد من يقف معها فاضطرت إلى ما اضطرت إليه!

النيابة أمرت بالإفراج عنها وحفظ القضية.. أصحاب الصيدلية فيما يبدو تنازلوا عن البلاغ.. التربية والتعليم لم تتخذ موقفا وتجاهلت الأمر.. كل الصحف بلا استثناء أو على الأقل ما تابعناه قدروا الموقف، ولم يذكروا اسم المدرسة ولا عنوانها، ولا المدرسة التي تعمل بها..

وبذلك تعامل الجميع مع الحادث برقي، وقدروا الأزمة وانتصروا على شهوات الغضب والانتقام.. أما الجانب السيِّء في الأمر أننا وحتى اللحظة وقد انتظرنا لليوم الثالث للحادث فلم نسمع أن محافظ القليوبية أمر بتوفير الدواء بشكل عاجل للابنة المريضة، ولا مديرية الصحة تدخلت لتوفر بدورها الدواء المطلوب، ولا مديرية التضامن تدخلت لبحث إمكانية تقديم ما يمكن تقديمه، ولم يبلغنا أن جمعية خيرية واحدة من الجمعيات الشهيرة تحركت، ولم نعرف أن نائبا واحدا قام بدوره، ولا حتى نقابة المعلمين!

نتحفظ على تصرف المدرسة حقا، لكن نقدر الظروف القهرية لأم تجد أغلى ما لديها تتألم وتتوجع وتصل إلى حافة الخطر، ولكن كنا نأمل أن يقف الجميع عند مسؤولياته، ونأمل أكثر أن تكون معلوماتنا غير مكتملة، وأن جهة أو أكثر مما ذكرناهم قد تحركوا بالفعل..

ضربت النيابة العامة المثل في التعامل بروح القانون وليس بنصوصه! ومن أجل العدل كان القانون وكانت النيابة وكان القضاء وكانت الرحمة فوق وقبل أي شيء!
الجريدة الرسمية