رئيس التحرير
عصام كامل

مذكرات «عشماوي بريطانيا».. أعدم بيديه مئات البريطانيين خلال 25 عاما قضاها في «تنفيذ الأحكام».. أجندة الموتى «مذكرة تفصيلية» للمجرمين.. ومزاد علني يفتح صندوق أسرار الموت


تعتبر مهنة الجلاد إحدى أكثر المهن التي تترك تأثيرًا كبيرًا في حياة أصحابها، فمنهم من يصاب بموت المشاعر، ومنهم من تراوده أفعاله طيلة حياته، ومنهم من يحاول أن يتناسى الذكريات الأليمة، لكن في بريطانيا كان العكس، حيث كان صاحب هذه المهمة يقوم بسرد كل عملية جلد «تنفيذ حكم الإعدام» يقوم بها في مذكرات خاصة به بالاسم والسن والتاريخ والصورة وكافة التفاصيل الخاصة بصاحب هذا اليوم.


في 30 من مارس عام 1905، في المملكة المتحدة، ولد ألبيرت بييربوانت، الشاب الصغير الذي ينتمي إلى عائلة الجلادين، وأعدم بيديه مئات الأشخاص خلال مسيرته المهنية التي استمرت 25 عامًا، قبل أن تصدر بريطانيا حكمًا نهائيًا بإلغاء عقوبة الإعدام، وعلى الرغم من أنه نفذ أكثر من 600 عملية إعدام على مدار 25 عامًا، قبل أن تلغي بريطانيا حكم الإعدام نهائيًا إلا أنه لم يتوقف ولو لمرة واحدة عن كتابة ما يقوم به في «أجندة الموتى» الخاصة به، والتي كان يحتفظ به ضمن مقتنياته الخاصة خوفا عليها من الضياع.

مزاد علني
ومؤخرًا، سلطت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، الضوء على بعض المقتنيات الخاصة بـ "الجلاد البريطاني" ألبيرت بييربوانت، والتي من المقرر أن تباع في مزاد علني، والتي أشعلت الرغبة لدى الجميع في معرفة من هذا الجلاد الأكثر شهرة في بريطانيا، وما قصته، ولماذا كان حريصا على الاحتفاظ ببيانات الأشخاص الذين يقوم بإعدامهم، إلى جانب تذكار من ممتلكاتهم الصغيرة.

أعدم ألبرت بييربوانت، على مدار 25 عامًا من العمل في مهنة الجلاد «منفذ حكم الإعدام» مئات الأشخاص، من كل شكل ولون، بمن فيهم مجرم الحرب النازي الألماني الشهير جوزيف كرامر، وآخر امرأة تم شنقها في المملكة المتحدة روث إليس، وخلال مسيرته المهنية احتفظ ألبرت، بجهاز كمبيوتر محمول يحتوي على تفاصيل عن جميع عمليات الإعدام التي قام بها، والتي تضمنت مذكرات عن الضحايا بمن فيهم شخص وصفه بأنه صاحب «الرقبة الرقيقة».

كما يحتوي الكتاب أيضًا على أسماء وأعمار كل شخص أعدمه مع طوله ووزنه، والتاريخ والبلدة التي أعدم فيها، ليس ذلك فحسب بل كانت لديه هواية توضيح مزيد من التفاصيل، تشمل تفاصيل جسم المحكوم عليه بالإعدام، وعيار رقابهم مثل: «الجسم الثقيل جدا، الرقبة العادية، والرقبة الرفيعة جدًا، والرقبة المترهلة».

تحتوي المجموعة أيضًا على مستندات وصور، بما في ذلك «مذكرة الشروط» ورسالة شكر من مكتب الحرب، ومن بين العناصر الأخرى حامل سيجار من العنبر والعاج ينتمي إلى والد ألبرت هنري بيربوينت، الذي عمل أيضًا جلادًا بين أعوام 1901 و1910، ومجموعة الساعات الفضية التي يرتديها ألبرت بيربوانت، ووالده وعمه توماس بيربوانت، الذي كان يعمل أيضًا جلادًا، لكي تكتمل المجموعة الخاصة بسلالة الجلادين.

ويُعد الكتاب الخاص بذكريات ألبرت، جلاد بريطانيا جزءًا من مجموعة من العناصر التي تنتمي إليه، والمتمثلة في قناع بوجه ويدين من الجبس تم تصميمها عام 1992 بعد وفاته، وسيتم بيعها من قبل Boldon Auction Galleries" "في East Boldon وTyne and Wear، بمبلغ مالي يتراوح ما بين 25 و30 ألف جنيه إسترليني.

وقال جايلز هودجز، مدير معرض مزاد بولدون: "هذه لقطة رائعة لجانب مظلم للغاية من الحياة، فهذه هي المرة الأولى بالنسبة لمزاد بريطاني، وأعتقد أي مزاد حول العالم أن يعرض مقتنيات جلاد.. إنها تعد فرصة فريدة للحصول على رؤية حقيقية للفرد وعمله، ومن الممتع معرفة ما فعله هذا الجلاد بشكل يومي طيلة 25 عاما"، وتابع هودجز: "الأكثر إثارة وتشويق أن يكون لدينا كتاب يسرد حياة الأشخاص الأكثر إثارة وشهرة مثل آخر امرأة يتم إعدامها في المملكة المتحدة روث إليس".

"نقلا عن العدد الورقي...."
الجريدة الرسمية