رئيس التحرير
عصام كامل

إعلان الإخوان منظمة إرهابية يفجر صراعات جديدة بالتنظيم..غموض موقف «العواجيز» من الأزمة يفتح عليهم أبواب الجحيم.. قيادي منشق: يتعاملون بمنطق هزلي.. ومكتب الجماعة بتركيا: القضية في يد «مك


ترفع جماعة الإخوان الإرهابية شعار «لايهم الغرق» طالما تعرف كيف تقتات جيدا على الأزمات، والتربح منها لأطول وقت ممكن، مهما كانت المنازعات وحروب التخوين، سواء بينها وبين منافسيها من القوى السياسية، أو بين جبهاتها الداخلية المختلفة، التي أعلنت سخطها على ميوعة موقف التنظيم الرسمي من السعي لإعلانه «منظمة إرهابية».


منطق هزلي

محيي عيسى، القيادي المنشق مؤخرًا، كان أول الذين كشفوا النقاب عن موقف قيادات التنظيم من خطر إعلانها منظمة إرهابية، مؤكدا أنهم لايأخذون سعي ترامب لإعلان الإخوان جماعة إرهابية بمأخذ الجد، ولايزال التنظيم يتعامل معه بمنطق «هزلي».

وقال عيسى، أن الجماعة ساهمت إلى حد كبير بقصد أو بغير قصد في اتخاذ الإدارة الأمريكية هذا التوجه، موضحا أن صمت الإخوان المريب على تصريحات ومقالات من يدعون أنهم أنصار الشرعية، من أمثال آيات عرابي، ووجدي غنيم، وغيرهم، أدى لمقدمات منطقية لمثل هذا القرار الخطير.

وأكد عيسى أن الجماعة فشلت في تكوين جبهة تستطيع التواصل مع الإدارات الغربية والأمريكية، لمعرفة دوافع القرار، وتقديم حجتها ضده، لافتا إلى أن القرار حال صدوره سيكون سيفا مسلطا على رقاب الجماعة.

تحرك دولي

هجوم عيسى، رد عليه مختار العشري، المستشار القانوني لحزب الحرية والعدالة المنحل، مؤكدا أن الجماعة تتحرك حاليًا، مع مكاتب قانونية أمريكية، لدراسة أسباب الطعن على قرار إدراجها على قوائم الإرهاب الأمريكية، حال صدور القرار، بجانب تحركات على المستوى الدبلوماسي، لتفنيد الاتهامات بحقها، محذرا من دور مصر والسعودية والإمارات في الحصار الخانق على الجماعة، التي تمر بأشد محنة في تاريخها، تهدد بمحوها تماما من الذاكرة السياسية والاجتماعية للعالم، وإحالتها إلى مخلفات التاريخ.

ما قاله العشري، رفضه عادل راشد، القيادي بمكتب إخوان تركيا، واتهم القيادات التاريخية للجماعة بعدم اتخاذ أي خطوات جادة في مواجهة المخاطر التي تتعرض لها، وآخرها سعي البيت الأبيض لإعلانها منظمة إرهابية.

وأوضح راشد، أن ما تم اتخاذه بهذا الشأن، ومن خلال المعلومات التي حصل عليها، لا يرقى لأن يكون خطوات جادة، مؤكدا أن الأمر بأكمله لدى أعضاء التنظيم الدولي للإخوان "مكتب لندن"، ولا أحد يعلم غيرهم شيئا عن الملف، محذرا من تبعات ما يحدث على مستقبل الجماعة وأتباعها.

موقف أوروبي من الجماعة

محمد سيد رصاص، الكاتب والباحث، يرى أن موقف الإخوان الرسمي، مهما كان لن يفرق كثيرًا، موضحا أن السنوات الست الأخيرة، خلقت رغبة أمريكية أوروبية، بدعم إقليمي، لاستئصال الجماعة من المشهد السياسي، لافتا إلى أن أحد أشكال الاتجاه الجديد، التوتر الأمريكي الخليجي تجاه حكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأوضح رصاص، أن الإجراء المتوقع من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإدراج الجماعة ضمن المنظمات المصنفة على لائحة الإرهاب الأمريكية، يشكل ذروة الطلاق بين الغرب والإخوان، لافتا إلى أن السنوات الست الماضية، أظهرت أن هناك تعارضا فكريا وسياسيا وتنظيميا بين الإخوان والغرب، بعد تلاقٍ سياسي تنظيمي امتد من العام 1954 وحتى العام 1989.

وأكد رصاص، أن ما قبل الفترة الممتدة بين 11 فبراير 2011، وحتى الثالث من يونيو 2013، ليس كما بعدها بالنسبة للإخوان، متوقعا اقتلاع التنظيم من جذوره قريبا.
الجريدة الرسمية