رئيس التحرير
عصام كامل

رفيق النكلاوي مداح الرسول: شعرت مع أول ظهور على الهواء أن "الميكروفون يجري من أمامي"


  • علاقتى بالشعراوي بدأت من خلال رجل خير مشهور في المنصورة
  • التحقت بالإذاعة وعمرى 40 عاما
     أستمع لـ "النقشبندي" و"طوبار" لكنى لا أقلد أحدا.. وأنصح المبتهلين الجدد بتقوى الله


كما كان في مصر دولةُ عظيمة ورائدة في تلاوة القرآن الكريم، فإنها كانت تحظى أيضًا بمملكة للمبتهلين والمنشدين الدينيين. فمن ينسى أصوات الشيوخ: على محمود وطه الفشنى وكامل يوسف البهتيمى وسيد النقشبندى ونصر الدين طوبار ومحمد الطوخى؟ كانتْ أصواتُهم تعزفُ على أوتار القلوب، وتُحلِّقُ في رحاب السماء، في عوالمَ مُتفردة من الخشوع. كان لكلٍّ منهم مدرسته الخاصة، وأداؤه المميز، فظلتْ تسجيلاتهم إلى الآن خالدة تتحدى تعاقب السنين، حتى خلفَ من بعدهم خلفٌ، لم يقبضوا على هذا الإرث بأيديهم، ولم يُقدِّروه حقَّ قدره، فتكاثرتْ الأصواتْ واختلطتْ وتشابهتْ، كما تسللتْ أصواتٌ صحراوية من الجزيرة العربية إلى مصر، حتى ظن الناس أن مملكة الابتهال والإنشاد الدينى زالت، كما زالت دولة التلاوة، من قبلُ، في غفلةٍ من الزمن.

وبعيدًا عن الأحكام القاسية والمتسرعة والغاضبة.. التقتْ "فيتو" عددًا من كبار وأشبال المبتهلين، سألناهم: ما الذي حدث، وهل انهارتْ مملكة المبتهلين بالفعل، أم أنها تحتاجُ إلى تنكيس وترميم، لماذا لم يعدْ لدينا أصواتٌ كـ: النقشبندى وطوبار والبهتيمى، هل الأزمة تكمنُ في لجان الاختبارات بالإذاعة والتليفزيون وما يشوبُها من مُجاملات لا ينكرُها أحدٌ، تصل إلى قبول صغار المواهب على حساب الموهوبين، وما هي هموم المبتهلين ومشاكلهم، وكيف السبيلُ إلى تذليلها؟.. والسؤال الأهم: هل يأتى اليوم الذي تستعيد فيه مملكة المبتهلين والمنشدين الدينيين مجدها الزائل، أم أنه قد قضى الأمرُ، وليس في الإمكان أكثر مما هو كائنٌ؟

وفى هذا الصدد قال الشيخ رفيق النكلاوي، المبتهل بالإذاعة والتليفزيون: إنه التحق بالإذاعة المصرية وعمره 40 عاما، مشيرا إلى أنه منذ صغره كان يميل إلى مدح الرسول وإلى المشاركة في حفلات الابتهالات. 

النكلاوي تحدث عن كواليس علاقته بالشيخ محمد متولى الشعراوي، مشيرا إلى أن تلك العلاقة بدأت من خلال الراحل الحاج صلاح عطية رجل الخير المشهور في المنصورة.. وإلى نص الحوار 


كيف تم اكتشاف موهبتك في مجال الابتهالات والمدائح؟
منذ الصغر وأنا أميل لمدائح النبي صلى الله عليه وسلم بداية من المرحلة الابتدائية، حيث كنت أؤدي الابتهالات في المعهد، وبعد التخرج أصبح لدى شغف أن أصبح مبتهلا كبيرا مثل المبتهلين الذين يظهرون على شاشات التلفاز وفي الإذاعة؛ وحينما أراد الله الاعتماد يسر كل الأمور.

من الذي اكتشف فيك الموهبة؟
شيخ اسمه أبو المجد حينما سمعني في «مسجد أم الغلام» شجعني وقال لي:" خسارة متبقاش موجود في الإذاعة".

◄كيف تم اعتمادك بالإذاعة؟
في أحد الأيام كنت أزور مسجد سيدنا الحسين رضي الله عنه، فوجدت مسئولين من الإذاعة موجودين فقدمت لهم الطلب، وفوجئت بهم يطلبون مني الامتحان في نفس اليوم، وكان ذلك بداية الثمانينيات وقالوا لي: "تيجي الساعة واحدة ستوديو 42، وأنا لا أعرف أي شيء، فدخلت الإذاعة وفضلت أصلي وأقول يا رب"، وأنشدت: ما مثل قول الله عنه ثناء.. مهما يردد مدحه الشعراء.. هو من على الخلق العظيم مقامه أخلاقه القرآن وهو ضياء.. والحمد لله دخلت الاختبار وطلعت ناجح.

◄لمن تحب الاستماع من المبتهلين؟
كنت أفضل الاستماع للشيخ نصر الدين طوبار رحمة الله عليه، والشيوخ النقشبندي وطه الفشني، لكن لا أقلد أحدا، فالمبتهل عليه أن يوجد لنفسه مدرسة ويقول عليه الجمهور "هذا فلان".

◄ما السمة المميزة لابتهالاتك ؟
أنا لا أؤدي نصا في الابتهالات إلا إذا كان يحمل معنى من معاني آيات القرآن أو الأحاديث النبوية، وهناك مبتهلون قدموا للإذاعة وكانوا يقلدون أدائي فرفضوا، وحينما استعد للابتهال يجب أن أراعي المناسبة التي يقال فيها، والكلمة التي ستقال من قبلي سواء في الصلاة أم الزكاة أو الصوم أو الحج أو غيرها، بأن يكون هناك نص جاهز على النمط الذي أديت عليه الكلمة.

◄كيف تقيم المبتهلين الجدد؟
"هم لسه بادئين" وبإذن الله هيكون لهم مستقبل، لكن عليهم الاستماع للجميع وألا يقلدوا هذا ولا ذاك؛ بحيث يجب أن يبدأ بالتفاعل مع الأداء، وأنصحهم بأن يجلسوا مع رجل موسيقي متخصص.

◄على يد من تعلمت المقامات؟
كنت أذهب في البداية لرجل عندنا في دمنهور وتعلمت على يديه، والمبتهل ليس مطلوبا منه أن يكون على دراية بكل المقامات "ده لو معاه مقامين أو ثلاثة يؤدي بيهم يبقى كويس"ونصيحتي للقارئ والمبتهل عليهم بتقوى الله، فإذا كان العمل مقصودا به وجه الله ورسوله ربنا يفتح عليهم.

◄ما العقبات التي واجهتك خلال مسيرتك؟
حينما تم اعتمادي بالإذاعة والتليفزيون أحد المبتهلين الله يرحمه قام بالغناء في إحدى مسارح شارع الهرم، فتم إيقاف كل المبتهلين وقالوا: "إزاي مبتهل يغني في شارع الهرم، فأوقفوا الكل، وكان عليهم أن يحاسبوا المخطئ، ولكن عاد المبتهلون بعد فترة".

◄حدثنا عن دور الأهل في حياتك؟
والدي رحمة الله عليه توفي ولم أراه.. وأمي وأعمامي وأخواتي هم الذين تعهدوني، ولم يصدقوا نبأ دخولي للإذاعة، وكان عندي نحو 40 سنة.

◄هل تتذكر أول خروج في الإذاعة؟
كان في بداية الثمانينيات من مسجد الحسين رضي الله "ومكنتش مصدق ما كنت فيه وكنت حاسس أن الميكروفون هيجري" ولم أنم تلك الليلة، وحينما عدت إلى البلد وجدتهم عاملين احتفال، وكانت الأسماء مكتوبة في جريدة عقيدتي، وكانوا يهنأوني وطلب بعضهم المجيء للقاهرة.

◄كيف بدأت علاقتك مع الشيخ الشعراوي؟
الحاج صلاح عطية رجل الخير المشهور رحمة الله عليه، كان من المقربين للشيخ الشعراوي، فكان يأخذنا عند الحاج عبد السلام حجازي في طنطا لحضور جلسة أسبوعية يقول فيها الشعراوي خواطره الإيمانية والعلمية، وأنا أنشد الابتهالات والمدائح النبوية.

◄ما النصيحة التي توجهها للمبتهلين؟
"متستعجلوش" وعلى المبتهل أن يصقل نفسه في الأداء الإعلامي، خاصة خلال الظهور على الشاشات، وأن يكون لديه الاستعداد الكامل النفسي والوجداني والفني.

◄هل فن الابتهال مهدد بالاختفاء من الساحة المصرية؟
لا لا.. مصر ولادة وإحنا شعب معطاء وأنا أسمع نماذج من المبتهلين الجدد سيكون لهم شأن، ومطلوب منا أن نوجههم وندعو الله لهم بالتوفيق.

◄حدثنا عن ذكرياتك خلال رمضان؟
كانت تأتيني دعوات من السعودية لإحياء الليالي في رمضان كل يوم احتفال في جدة ومكة والمدينة والمديح هناك ممنوع في المساجد أما في البيوت فيوجد ساحات معدة للاحتفال.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية