الضرب تحت الحزام.. نتنياهو يدير الملف الإيراني من داخل البيت الأبيض
منذ فوز الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية قبل عامين ونصف، بدأ التحريض من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لواشنطن من أجل تبني خطط أكثر حزمًا تجاه إيران، وفرض تنازلات إضافية عليها في المجال النووي.
واستجاب ترامب لمقترحات نتنياهو منذ عام وأعلن الانسحاب من الاتفاق النووي، وأعقب ذلك نشر خطة الخارجية الأمريكية، التي تضمنت 12 إجراء ضد نظام طهران وتكثيف العقوبات ضد إيران، ولكن نتنياهو لم يكتف بذلك فهو أراد أن يدير بنفسه الملف من قلب البيت الأبيض متبعًا أسلوب "الضرب تحت الحزام" ولا يزال يواصل العمل ضد طهران في الخفاء ولكن ينفض الغبار عن يده في العلن.
دور نتنياهو
ورغم الدور البارز لـنتنياهو في اشتعال الأزمة الأمريكية الإيرانية الأخيرة إلا أنه يحاول التنكر لذلك ويتجلى هذا في القرارات التي تصدر عن تل أبيب للمسئولين وتطالبهم بعدم التدخل أو إعلان أي بيانات رسمية في هذا الصدد لتظهر تل أبيب وقائدها بمنأى عن الأزمة الإيرانية، وطلب الوزراء توخي الحذر في الإعلانات حول هذه القضية على الجبهة الشمالية، طالما أن اتجاه التطورات بين الولايات المتحدة وإيران غير واضح.
التقارير الأجنبية أشارت إلى أن نتنياهو يدفع ترامب نحو حرب عالمية تبدأ مع إيران، والحكومة الإسرائيلية اليمينية الحالية هي القوة الدافعة الرئيسية التي تدفع حكومة ترامب إلى تدمير اقتصاد دولة ذات سيادة إيران، وأصبحت العقوبات الكثيرة ضد طهران أداة للنضال ضدها.
التصرفات الأجنبية
ورغم أن تصرفات ترامب جنونية وغير متوقعه وغالبا ما ينفذ طلبات نتنياهو كما لو أن الأخير هو الذي يدير البيت الأبيض، لكن يبدو أن غريزة ترامب الأساسية تخبره أنه من الأفضل تجنب حرب غير ضرورية في الشرق الأوسط، وفي الوقت الحالي، تبدو التصرفات الأمريكية دفاعية في الغالب ولم تتخذ الولايات المتحدة خطوة هجومية أخرى ردًا على الحوادث الأخيرة.
ويؤكد الإعلام العبري، أن المستوى السياسي الإسرائيلي يركز الآن على مسألة مهمة واحدة وهى الوضع في الخليج، ونظرًا لأن نتنياهو يمثل رئاسة الوزراء ووزارة الحرب لحين أن يتخذ أفيجدور ليبرمان قرارًا بتولي حقيبة وزارة الحرب، فإن نتنياهو هو من يصدر بمفرده القرارات المصيرية في هذا الصدد.
وتقول صحيفة "هاآرتس" العبرية، أن صياغة السياسة الإسرائيلية فيما يتعلق بالمبارزة بين الولايات المتحدة وإيران تصدر فقط عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد مشاورات مع رؤساء مؤسسة الحرب الإسرائيلية لكن في النهاية هو الآمر الناهي.
خطط الحرب السابقة
وتضيف أن نتنياهو يتمتع بميزة واحدة لم يكن يتمتع بها في عهد إدارة أوباما: التنسيق الوثيق مع الرئيس الأمريكي، ورغم ذلك ما زال من الممكن أن يجد صعوبة في تقييم نوايا ترامب بشكل كامل.
ويعول نتنياهو على ترامب من أجل خوض حرب ضد إيران لأنه سبق أن فكر مرتين في شن الحرب على إيران، لكن الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيرز، أحبط الخطة في 2012، وفي المرة الثانية كان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، هو الذي أحبط الحطة، ويرجع استجابة نتنياهو لهما في المرتين لأنه على يقين أنه خاسر في أي حرب مع طهران بدون واشنطن.