ولد الغلابة وشباب مصر
يبدو أن الفنان "أحمد السقا" حاليا يحاول مسايرة الموضة الجديدة من خلال الترويج للعنف والتجارة في المخدرات عبر مسلسله الجديد "ولد الغلابة"، حيث يجسد دور رجل صعيدي يعاني الفقر ما يضطره للعمل في مهنتين، مدرس بإحدى المدارس الحكومية صباحا، وسائق يوزع المخدرات ليلا.
وهو الدور الذي ربما يبرر لبعض الشباب ما يفعلونه، ويساعدهم على تقمص الشخصية وتجسيدها على الواقع مثلما فعل بعض الشباب صغير السن مع أفلام ومسلسلات "محمد رمضان"، كما أن المسلسل يقدم حلولا سهلة لكثير من الشباب العاطلين للقيام بمثل هذه الأدوار التي تبعدهم عن الجد والمثابرة في العمل، وتدعوهم إلى مسالك الشياطين والمجرمين.
ويبدو أن "السقا" نسي أو تناسي ما حدث منذ أكثر من أربع سنوات، وتحديدا في عيد الشرطة حينما داعب الرئيس عبد الفتاح السيسي النجم "أحمد السقا" والنجمة "يسرا"، في إطار تأكيده على دور الفن في الارتقاء بالمجتمع، وقال: "يا أستاذ أحمد يا أستاذة يسرا والله هاتتحاسبوا على ده"..
وتابع الرئيس: "عايزين ندي للناس أمل في بكرة، ونحسن في قيمنا وأخلاقنا، وده مش هييجي غير بيكم، وكل قطاع من قطاعات الدولة له دور في هذا".
فمنذ هذا التاريخ لم نر صورة إيجابية واحدة للفنان "أحمد السقا"، سوى ظهوره في الإعلانات الخاصة بالمستشفيات والمشروعات الخيرية، وهو أمر يحسب للفنان الذي يمتلك تاريخا مشرفا وقبولا مجتمعيا واسعا منذ بدايته في السينما، ليس لكون والده "صلاح السقا" هو رائد فن تحريك العرائس في مصر، ولكن لأن الفنان "أحمد السقا" فنان موهوب ومحترم، ويقدم صورة رائعة للفن المصري والفنانين المصريين من خلال ظهوره على شاشات الفضائيات..
كما أنه يمتلك كاريزما الفارس النبيل التي سمعنا ولا نزال نسمع عنها، ومع ذلك فإن مثل هذه الأدوار تخصم من رصيده الكثير، وتقدم صورة سيئة ونماذج منحرفة، وتبرر للكثيرين ارتكاب مثل هذه الأعمال المجرمة.