التوترات الإيرانية.. أزمة ساعدت في توحيد ردود أفعال السعودية وأمريكا
"لا نريد الحرب مع إيران لكن سنتصدي لها حال تعرضنا للهجوم".. جملة وحدت بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية واستخدمها قادة البلدين للتعبير عن التوترات الإيرانية الأخيرة التي تهدد بصراع أكثر خطورة بعد قائمة الاعتداءات الإيرانية على سفن تجارية قبالة ميناء الفجيرة وهجمات عبر طائرات بدون طيار على منشآت نفطية سعودية، ومواصلة واشنطن وطهران دق طبول الحرب حول النووى الإيراني الذي أشعل أزمة في العالم أجمع.
السعودية وأمريكا حليفتان غير متوقعتين رغم الكثير من الاختلافات بين البلدين، لكنهما يتشاركان في أن كل واحدة منهما تملك ما تحتاجه الأخرى، فالمملكة تملك النفط، وأمريكا تملك السلاح، الأمر الذي يمدهما بالقوة وعدم الاستغناء عن بعضهما رغم ما يحدث من تطورات، وجاءت التوترات الإيرانية الأخيرة في صالح القوتين لتوحيد آرائهم.
أمريكا
روايات عديدة تراها أمريكا، وتفضلها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على أن إيران لديها نوايا سيئة، وأن هناك استعدادات رُصدت لشن هجوم محتمل على أهداف أمريكية بالرغم من أن التفاصيل التي جرى الكشف عنها قليلة، لكن الولايات المتحدة دفعت بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة، وتعمل على تقليل أعداد موظفيها الدبلوماسيين غير الأساسيين في العراق، وتعيد النظر في خططها الحربية.
وتعد رسالة أمريكا إلى طهران واضحة، وهي أن أي هجوم على هدف أمريكي من أي مصدر، سواءً كانت إيران أو أيا من حلفائها أو وكلائها الكثيرين في المنطقة، سيجابه برد عسكري ضخم، الرسالة ذاتها التي وجهتتا السعودية لإيران.
تطابق وجهات النظر
يوجد في الجانب العربي تطابق كامل لوجهات النظر مع إدارة ترامب بشأن إيران والخطوط العريضة التي باتت قاسما مشتركا بين الجانبين.. كان الخلاف العربي – الأمريكي في الماضي على الموقف من المشروع التوسعي الإيراني الذي وضعت إدارة باراك أوباما نفسها في خدمته، أما الآن هناك رؤية عربية أمريكية مشتركة للخطر الذي يمثله هذا المشروع التوسعي القائم على التمدد في كل الاتجاهات عن طريق خلق ميليشيات مذهبية تابعة لإيران في هذا البلد العربي، وما يؤكد ذلك سعي إيران لاختراقات في البحرين والكويت وحتى في المملكة العربية السعودية.
حشد العرب
مؤخرًا دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، قادة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، إلى عقد قمتين طارئتين عربية وخليجية في مكة يوم 30 مايو الجاري؛ لبحث الاعتداءات الأخيرة على محطتي نفط بالسعودية والهجوم على سفن تجارية بالمياه الإقليمية الإماراتية وتداعياتها على المنطقة"، كما حرص على التشاور والتنسيق مع مجلس التعاون وجامعة الدول العربية في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".
اللعب على التناقضات
تلعب إيران على كافة التناقضات العربية والغربية فتارة تعلن أنها لن تحاول المساس بأمريكا أو السعودية وأنها لا تريد الحرب مع أي منهما، وأخرى تعلن الحرب عليهما حال محاولة الإضرار بها من قبل أي منهم.
وبالرغم من الاختلاف في وجهات النظر من ملفها النووي بين واشنطن والعواصم الأوروبية المهمة كالصين وكوريا، لا يساهم ذلك اللعب على التناقضات سوى في إطالة الحرب القائمة على تدمير الاقتصاد إلى اشعار آخر.
ولا شيء يوقف هذه الحرب الا حصول وعي إيراني لنهاية مرحلة معينة تقوم هذه المرحلة على وجود إدارة أمريكية تعرف تماما ما هي "الجمهورية الإسلامية" ومخاطرها.
ويعتبر مثل هذا التطور أمرا في غاية الأهمية في الحرب القائمة، حيث لم تعد أمريكا تفرق بين الميليشيا الأم التي تحكم في طهران والتي تسمى "الحرس الثوري" وتوابعها في العراق وسوريا ولبنان واليمن، والتي أصبح يميزها في المرحلة الراهنة التي تسعى إيران إلى تجاوزها من منطلق أن شيئا لم يتغير، لا عربيا ولا أمريكيا.
رد إيراني
في حين تعمل إيران على التصدي لذلك، رغم أن اقتصادها يعاني من إعادة فرض عقوبات كانت قد رفعت بموجب اتفاق نووي أبرم عام 2015 مع قوى عالمية، وكانت إيران قد هددت بأنها لن تلتزم مجددا بأي قيود على نشاطها النووى وأصبحت تعمل على دفع الأوروبيين للقيام بالمزيد من أجل مساعدة اقتصادها المتردي مهددة بأنه إذا لم يقوموا بذلك، ومعرفة ما يمكنهم القيام به، فإنها ستخرق شروط الاتفاق النووي، حيث بات الأمر متوقفا على التحركات التي تحدث داخل إدارة ترامب، وعلى تقييم طهران لما يحدث هناك.
في حين تعمل إيران على التصدي لذلك، رغم أن اقتصادها يعاني من إعادة فرض عقوبات كانت قد رفعت بموجب اتفاق نووي أبرم عام 2015 مع قوى عالمية، وكانت إيران قد هددت بأنها لن تلتزم مجددا بأي قيود على نشاطها النووى وأصبحت تعمل على دفع الأوروبيين للقيام بالمزيد من أجل مساعدة اقتصادها المتردي مهددة بأنه إذا لم يقوموا بذلك، ومعرفة ما يمكنهم القيام به، فإنها ستخرق شروط الاتفاق النووي، حيث بات الأمر متوقفا على التحركات التي تحدث داخل إدارة ترامب، وعلى تقييم طهران لما يحدث هناك.