"توت".. تميمة فرعونية تجمع أفريقيا في قلب مصر
دلالات كثيرة تحملها التميمة الخاصة ببطولة كأس الأمم الأفريقية (مصر 2019) تعكس حضارة مصر القديمة وارتباطها بالعمق الأفريقي لما تحتويه من رموز معبرة عن هذه الحضارة والعمق حيث اتخذت التميمة هيئة الملك المصري توت عنخ آمون، وارتدت زيا فرعونيا مع قميص أحمر عليه خريطة القارة السمراء، وأطلق على التميمة اسم "توت".. فيرمز القناع الذهبي والاسم الخاص بالتميمة إلى الحضارة المصرية الفرعونية التي أبهرت العالم، ولا تزال الدول تتغنى بها وبشموخها الدائم والمستمر حتى اليوم.
أما القميص الأحمر الذي ترتديه التميمة فيرمز إلى اللون الأساسي لقميص منتخب مصر صاحب الأرض والضيافة، بينما وضع على صدر التميمة صورة لخريطة القارة السمراء وكأنها رسالة إلى كل دول أفريقيا بأنها في قلب مصر.
كما أن لاختيار اسم "توت" للتميمة دلالة أيضا، إذ يحمل نفس اسم الملك المصري الفرعوني الشهير وهو الملك الشاب توت عنخ آمون صاحب واحدة من أعظم المقابر الفرعونية المكتشفة، فرغم الفترة القصيرة التي قضاها في الحكم والتي لم تشهد أحداثا عظاما، إلا أن اسمه خلده التاريخ، كما المتوقع لبطولة كأس الأمم الأفريقية التي تنظمها مصر بمشاركة 24 منتخبا لأول مرة في تاريخ بطولات "الكان".
وفسر محمد فضل مدير بطولة كأس الأمم الأفريقية أسباب اختيار شخصية "توت" تميمة للبطولة، قائلا "توت طفل مصري يحب كرة القدم، رسمنا شخصيته من الهوية المصرية بحيث يشبهنا تماما، ويعبر عن جيل جديد ويمثله ليمنحنا الأمل في المستقبل.. واخترنا أن يكون بطلا صاحب سن صغيرة ليمثل الأجيال الجديدة ومستقبلها، فأحد أهم أهداف اللجنة المنظمة هو رسم مستقبل جميل، وتقديم كوادر جديدة ومنح الملفات المهمة للشركات مصرية وتطوير بنية تحتية من استادات وملاعب تفيدنا لسنوات طويلة".
البطولة التي تنطلق على ملعب إستاد القاهرة الدولي يوم 21 يونيو المقبل بلقاء المنتخب الوطني مع منتخب زيمبابوي ستستمر حتى 19 يوليو، وسيشارك فيها 24 منتخبا لأول مرة في تاريخ المسابقة، تم توزيعها على 6 مجموعات، يتأهل عنها الأول والوصيف، بالإضافة إلى أفضل 4 منتخبات تحتل المركز الثالث في المجموعات الست.
منذ 13 عاما نظمت مصر آخر بطولة على أرضها وكانت تميمة البطولة عبارة عن تمساح باللون الأخضر يحمل اسم "كروكونايل"، إذ كان ذلك المعتاد في بطولات كأس الأمم الأفريقية والتي كانت تسيطر عليها "الحيوانات" التي ترمز إلى أشهر ما يميز غابات أفريقيا، إلا أن التميمة المصرية لبطولة 2019 جاءت على شكل طفل يبلغ من العمر 12 عامًا، ويتخصص في لعب كرة قدم الشوارع، وفقا للوصف الذي قدمته اللجنة المنظمة للبطولة.
الطفل "توت" انضم لتمائم تاريخية كان أبطالها من الأطفال، كتلك التميمة التي كانت شاهدة على كأس العالم 1970 والذي نظمته المكسيك، وأطلق عليها "خوانيتو"، وكانت تشبه طفلا يحمل ملامح تشبه السكان الأصليين، مرتديا القبعة المكسيكية.
ومن أشهر البطولات التي اتخذت من الأطفال تمائم لها بطولة كأس العالم 1974 والتي أقيمت في ألمانيا الغربية، حيث التميمة التي كانت عبارة عن طفلين "تيب وتاب"، وظهر أحدهما بملامح شقراء، وأطول بعض الشيء من قرينه ذي الشعر الأسود والجسم الصغير.
كما شهدت بطولة مونديال 1978 والتي أقيمت في الأرجنتين تميمة "جوشيتو"، وهي عبارة عن طفل يرتدي طاقم منتخب الأرجنتين مع كلمة "أرجنتينا" ورقم 78 على قبعته الذي يرمز إلى عام إقامة البطولة.
بطولة كأس الأمم الأوروبية 2016 كان لها أيضا نصيب من التمائم التي تكون على شكل الأطفال، فظهر "سوبر فيكتور" الشخصية التي اختيرت لتكون تميمة اليورو، كان على هيئة طفل يرتدي طاقم منتخب فرنسا ويحمل على ظهره وشاحًا باللون الأحمر.
ومع اقتراب 100 عام على اكتشاف مقبرة الملك "توت عنخ آمون" الذي يعد أهم الاكتشافات الأثرية في القرن الـ20 بالبر الغربي بمدينة الأقصر، أطلقت مصر تميمة "توت" ذات الطابع الفرعوني الخاص رمزا لحضارتها الأقدم في التاريخ، وما يدلل أيضا على اهتمام مصر بالبطولة، تم تنظيم حفل سحب قرعة كأس الأمم الأفريقية تحت سفح الأهرامات بحضور ممثلي المنتخبات الـ24 المشاركة في "الكان" الأكبر بالتاريخ، لتكون البطولة برمتها خير داعٍ ومروج لمصر وحضارتها في الدول الأفريقية على وجه الخصوص وفي العالم كله أيضا.