خطبة أسامة الأزهري!
تتيح فروق توقيت إقامة صلاة الجمعة بين أكثر من مسجد أن نتابع أحيانا صلاة الجمعة المنقولة على الهواء بالإذاعة أو التليفزيون.. وهو ما حدث أمس، بنقلها من مسجد المشير وبحضور الرئيس السيسي وفضيلة شيخ الأزهر وقيادات الدولة والقوات المسلحة..
الخطيب كان الدكتور أسامة الأزهري، عضوالمجلس التخصصي التابع لرئاسة الحمهورية، الذي ألقى خطبة رائعة ومهمة.. الدكتور "الأزهري" أكد أن الحرب على مصر لم تنته بحرب أكتوبر، وإنما استمرت بوسائل أخرى.. وسائل استهدفت الإنسان والقيم والمجتمع، وأن جزءا منها سعى مباشرة إلى تفكيك الأسرة المصرية من خلال جملة أفكار غريبة عن مجتمعنا..
ثم قال: استهدفوا أيضا ضرب رموز مصر وتاريخ المصريين.. فمرة يهاجمون "صلاح الدين الأيوبي" ومرة "أحمد عرابي"!.. الدكتور "الأزهري" تكلم عن الارتباك المطلوب في ذهن الأجيال الجديدة حتى تنشأ محبطة.. مهزومة.. فاقدة انتماءها، وأن الحرب استهدفت أيضا مؤسسات الدولة المصرية وأهمها وفي مقدمتها القوات المسلحة!
بالطبع لا نتفق وحسب مع الدكتور "أسامة"، بل هذا الكلام قلناه مرات ومرات، وجاء مفصلا في حلقات كتبناها عن "مخطط إفشال الدولة المصرية"، بل يستحق أيضا دعمه كاملا، والاحتشاد خلفه، كما أن أهميته هذه المرة أنها تأتي من أحد أهم رموز المؤسسة الدينية المصرية، وتأتي في مناسبة عزيزة ومهمة وهي احتفالات العاشر من رمضان.. وتأتي بوجود الرئيس السيسي وقيادات الدولة المصرية..
وهو ما يعني أن الإنسان المصري محور معركة الوعي، وأن هذه المعركة هدف رئيسي في اهتمامات القيادة السياسية.. ولذلك فبعد تقديم وافر التحية للدكتور الأزهري الذي كشف بين سطور خطبته مخطط ضرب رموز مصر، وليس صدفة أنهم إما حققوا لأمتنا انتصارات تاريخية وإما من رموز الجيش المصري العظيم، وهو ما يؤكد أيضا أن الحرب مستمرة على جبهات متعددة ولم تتوقف لحظة واعتقادنا أنها لن تتوقف لحظة!
اليوم جاء دور الجميع.. إعلام وأحزاب ومؤسسات مجتمع مدني وكتاب ومؤلفين وملحنين.. اليوم الجميع مدعو ليلعب دوره ويكون عند مسؤولياته.. أو لينتظر من يتخلف حساب التاريخ له.. وهو أقسى حساب!