رئيس التحرير
عصام كامل

جون بولتون.. مهندس صناعة الحرب في الشرق الأوسط


تتهم الولايات المتحدة الأمريكية دولة إيران في كل مناسبة بالتحريض على نزاع محتمل في الشرق الأوسط، ولكن التاريخ المشبوه للمرجعية الاستخباراتية في التهم التي تطلقها الإدارة الأمريكية نحو طهران يضع العديد من علامات التعجب، بالنظر إلى السجل الحافل في قيادة واشنطن نحو الحروب.


وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن التصعيد الأخير من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتمد في الأصل على معلومات استخباراتية تشير إلى أن إيران كانت تقوم بتسليح أسطولها بالصواريخ في إشارة واضحة لهجمات محتملة على مضيق هرمز الإستراتيجي، والمتحكم في حركة النفط.

أكد مسئول في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، رفض الكشف عن هويته، لمجلة "نيوز ويك" أن الدليل الاستخباراتي لدى واشنطن يستند إلى صور أقمار صناعية قدمتها إسرائيل للمسئولين الأمريكيين.

ومع قيادة جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي، للتهم الموجهة ضد إيران، أثيرت مخاوف من أن الولايات المتحدة في طريقها للحرب ضد خسم شرق أوسطي جديد على أساس ذريعة "مشكوك فيها"، كما فعلت في عام 2003م ضد العراق.

يضيف المصدر للمجلة الأمريكية :"كنت على إطلاع على مبررات ضرب العراق.. أنا لا أمزح.. المؤشرات المتشابهة تشعر بعدم الارتياح حقًا".

ورغم قيام إيران بتطوير واختبار صواريخ باليستية، إلا أن التقارير الإسرائيلية التي أشارت إلى تحركات وتمركزات مريبة للصواريخ الإيرانية، دفعت الولايات المتحدة إلى رفع حالة تأهب قصوى في المنطقة.

ولعب "بولتون" دورًا رئيسيًا في نشر الادعاءات المثيرة للجدل والتي استند إليها غزو العراق في 2003 والإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين، الذي اتهمته إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش بحيازة أسلحة دمارًا شاملًا.

ووصفت لجنة من الكونجرس مؤلفة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي عام 2005م أن المعلومات الخاطئة التي أوردتها الاستخبارات واستندت إليها الإدارة الأمريكية في غزو العراق تمثل "فشل استخباراتي كبير"، ولكنها لم تصل إلى حد توجيه اللوم لشخصية محددة.

وفي السنوات التي تلت ذلك، استمرت تداعيات غزو العراق تطارد الشرق الأوسط، ورغم أن بوش لم يعد موجودًا، إلا أن الرجلان -بولتون ونتنياهو- ظلا يساعدان في توجيه واشنطن نحو الصراع، وأثبت الاثنان أنهما مؤثران في عملية صنع القرار للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
الجريدة الرسمية