مشروع لإقامة نظام بيئي متكامل في المجتمعات العمرانية الجديدة باستخدام الطاقة الشمسية.. المركز القومي للبحوث يصمم نموذجا تطبيقيا على مستوى الجمهورية..والهدف الرئيسي إنتاج زراعي متكامل غير تقليدي
العجز في مصادر الطاقة التقليدية، فضلا عن الانبعاثات المختلفة التي تؤثر على البيئة، كانا السببان الرئيسيان في إنشاء مشروع نموذجي متكامل الأنشطة لمجتمع عمراني جديد يعتمد على الطاقة الشمسية لاعذاب المياه المالحة البحرية والجوفية في المناطق العمرانية الجديدة والنائية، حيث ندرة المياه العذبة.
بداية الفكرة
بدأت الفكرة عندما أيقن الدكتور محمد حمدي العوضي، الأستاذ بشعبة بحوث البيئة بالمركز القومي للبحوث، أن الطاقة الشمسية بشقيها الضوئي والحراري، أصبحت في وجود مصدر للمياه المالحة الجوفية أو البحرية، وكذا أي نوع من الأراضي هي الركائز الأساسية لإنشاء مجتمع جديد كنموذج لإقامة نظام بيئي متكامل، يعتمد على استغلال الطاقة الشمسية التي حبانا الله سبحانه وتعالى بها على مدار العام.
ويؤكد الدكتور محمد العوضي، أنه تم عمل نموذج تطبيقي كامل داخل المركز القومي للبحوث لاستخدام الطاقة الشمسية في إقامة نظام بيئي متكامل في المجتمعات العمرانية الجديدة، على أن يتم الاستفادة من النموذج التطبيقي المقترح على مستوى الجمهورية في كافة المحافظات، مشيرا إلى أنه يتم تحلية وإنتاج مياه عذبة من المياه المالحة، من خلال تصميم وتنفيذ وحدات إعذاب مياه تعمل بالطاقة الشمسية، بالإضافة إلى تصميم وتنفيذ بيت شمسي لإنتاج المياه العذبة لزراعة النباتات بالطرق غير التقليدية.
وأضاف «العوضي» في حديثه لـ«فيتو» أن استخدام الطاقة الشمسية كمصدر طاقة نظيفة يعتمد على الاستخدام الأمثل للبرك الشمسية، التي تقوم بتخزين الطاقة الشمسية مع التخلص الآمن من المحلول الملحي.
سمات المشروع
للمشروع البيئي العمراني الجديد سمات خاصة تميزه أوضحها «العوضي» من خلال الهدف الأول للمشروع، وهو الإنتاج الزراعي المتكامل وغير التقليدي، حيث سيتم دراسة العناصر المناخية من درجة حرارة الهواء وسرعة الرياح والرطوبة النسبية والغيوم ومعدل البخر ودراسة الجدوى الفنية والاقتصادية والبيئية لتحلية المياه بالصوب وعمليات التحلية الأخرى.
ويتسم المجتمع العمراني الجديد كذلك بإنتاج الزراعات العضوية داخل البيوت المحمية وفي الحقول، والإكثار من بعض النباتات المهمة ذات العائد الاقتصادي العالي باستخدام الأساليب الحديثة، وإقامة النباتات المنتجة معمليا من نباتات منتخبة لصفات جودة معينة، ويشير أستاذ البحوث البيئية أن المنتجات الزراعية الناتجة من الوحدات بالمجتمع العمراني الجديد تتميز بخلوها من المخصبات الكيميائية والمبيدات الحشرية وغيرها من الملوثات التي قد تؤثر سلبا على جودة المنتج كما أنها تضر بالصحة العامة.
مميزات المشروع
وعن مميزات المشروع الجديد يشير «العوضي» إلى أنه يحافظ على البيئة من خلال معالجة مياه الصرف الصحي بالطاقة الشمسية واستخدامها في الأغراض الزراعية، ومعالجة المخلفات الزراعية لإنتاج الأسمدة العضوية الزراعية، بالإضافة إلى أنه سيتم تعظيم الاستفادة من الصرف الصحي الناتج وكذلك المخلفات الزراعية الصلبة وتحويلها إلى سماد عضوي، وبالتالي الحفاظ على البيئة نظيفة مع حماية مصادر المياه الجوفية من التلوث.
واختتم الدكتور محمد العوضي حديثه بأن المستفيد النهائي من المشروع هو هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، أو أي مجتمع عمراني جديد، حيث أن المشروع قابل للتطبيق الفوري على المستوى الصناعي، ويتميز ببساطة وسهولة التشغيل، وذلك بعد إنشاء وحدة متكاملة لإعذاب المياه الجوفية أو البحرية المالحة في المركز القومي للبحوث، باستخدام صوبة زجاجية بمواصفات خاصة للحصول على مياه صالحة للاستخدامات الزراعية بشتى أنواعها.