دراما رمضان!
لفت نظرى في الدراما الرمضانية لهذا العام افتقادها لبريقها بغياب اثنين من أهم وأعظم وأندر مدارس مصر الفنية.. الزعيم "عادل إمام"، والنجم المتفرد "يحيى الفخرانى"، اللذين اعتدنا على التمتع بفنهما الراقى على مدى سنوات طويلة.
ومما لا شك فيه أن غياب هذين النجمين الكبيرين من على شاشاتنا، قد ترك فراغًا هائلًا لم يستطع أحد أن يملأه، فالزعيم "عادل إمام" ظاهرة فنية نادرة، وموهبته الفذة جعلته نجمًا لا يبارى، متربعًا على عرش النجومية في المسرح، والسينما، والدراما حتى هذه اللحظة، وهذه سابقة لم تتكرر في العالم كله..
أما "الفخرانى"، دون ألقاب لأن اسمه وحده لقب، فهو يلعب فنًا في منطقة بعيدة ومختلفة لم يصل إليها أحد، فلا تملك إلا أن تعشق كل ما يقدمه، وكما تحدثنا عن الأساتذة، فهناك أيضًا غياب جلى وواضح لاثنين من نجوم الفن الحقيقى أصحاب البصمات المضيئة، وهما النجم المتميز "خالد الصاوى" المخلص والمتيم بفنه، والذي دائمًا ما يفاجئنا بمدرسة في الأداء مبهرة وغير تقليدية، والنجم هادئ الصوت متفجر الموهبة "طارق لطفى"، الذي لا يختلف عليه اثنان في مثابرته، واجتهاده، واحترامه لفنه.
هؤلاء النجوم هم جزء أصيل من قوة مصر الناعمة الهائلة، وغيابهم غير المبرر يعطى انطباعًا سلبيًا عن مدى تقديرنا للمهنيين الحقيقيين وأصحاب الموهبة، لأنه بدونهم سيحدث ما لا يحمد عقباه، فمن الذي سيؤسس في الفن لأجيال تمتلك من الموهبة والوعى والثقافة ما يستطيعون به أن يحافظوا على قيمته الكبيرة التي بنيناها في سنين طويلة؟
فمصر هي منارة الشرق في الفن، وفى أي زمان ومكان يذكر فيه اسم مصر، يذكر بجوار تاريخها المشرف فنها العظيم.. فمتى نقدر نجومنا؟ ومتى نقدر ونحافظ على أصحاب الموهبة والكفاءة الحقيقيين في جميع المجالات، فالفن والثقافة يا سادة ليسوا رفاهية بل هم أمن قومى لو تعلمون عظيم.. فحافظوا على أمنكم القومى.