محمد المصري "صائد الدبابات".. كرمه السادات في منزله ومنحه نجمة سيناء
بمناسبة العاشر من رمضان لا بد أن نتذكر أبطالا صنعوا تاريخا للكرامة والصمود والتضحية والفداء. بطلنا هو محمد إبراهيم عبد المنعم المصرى صائد الدبابات الذي دمر 27 دبابة بـ 30 صاروخ وكان يصفه قائدة بالمسطرة بسبب دقة تصويبه. وهو الذي ضرب دبابة عساف ياجوري الذي تم اسره وطلب أن يرى الجندي أو الضابط الذي صوب النار ناحية دبابته بهذه الدقة وعندما اتي اليه محمد قام عساف ياجوري من مجلسه وأدى التحية العسكرية له بوقار.
ولد البطل محمد المصرى، بقرية بشنبارة بديرب نجم بمحافظة الشرقية، في الأول من شهر يونيو عام 1948 وتم تجنيده في الرابع والعشرين من شهر سبتمبر عام 1969 وتوزيعه على سلاح الصاعقة، وفي عام 1969 حصل على فرقة الصاعقة وجاء ترتيبه الأول على الدفعة ثم تدرب مع زملائه على صواريخ ( جراد - بي )، وتم حل فوج الصواريخ التابع لسلاح الصاعقة وإلحاقه بسلاح المظلات وبالتالي كان من ضمن تشكيل كتائب الفهد (الصواريخ المضادة للدبابات).
في السادس من أكتوبر 1973 ـ العاشر من رمضان 1393 كان البطل محمد المصرى ضمن موجات العبور الأولى وأخذ يقاتل كالفهد الذي ينقض فريسته بكل دقة ومهارة واستمر في أداء واجبه حتى اصبح إجمالي عدد الدبابات الإسرائيلية التي أجهز عليها 27 دبابة.
تكريمه
كان لتكريم البطل محمد المصري قصة غريبة فالبرغم من النجاحات التي حققها وعدد الدبابات التي دمرها من صواريخه المباشرة إلا أنه لم يتم تكريمه مع الأبطال أمثاله من الرئيس الراحل أنور السادات في الجلسة الشهرية بمجلس الشعب يوم الثامن عشر من شهر فبراير عام 1974 حيث إن البطل محمد المصري لم يكن من صلب تشكيل الفرقة الثانية بل كان احتياطيا ( م. د ) للواء 120 مشاة، لأنه نقل من الفرقة الثانية إلى منطقة أبو سلطان بناء على أوامر من العميد محمد عبد الحليم أبو غزالة، وبالتالي كان ملحقا على الوحدة، ولكنه كان يتبع تشكيل اللواء 128 مظلات وهذا اللواء معظمه لم يدخل الحرب على الجبهة.
فالفصيلة الثانية من السرية الثانية من الكتيبة 41 فهد هي التي اشتركت في القتال على الجبهة فقط وهي فصيلة البطل أما بقية أفراد اللواء 128 مظلات فتم تكليفهم بحماية منطقة قنا وتأمين السد العالي.
وبعد انتهاء الحرب تم حصر إنجازات الأبطال من قبل الجهات المعنية وطلب الرئيس محمد أنور السادات من المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية في ذلك الوقت الحضور بصحبة البطل محمد المصري إلى منزله بالجيزة، وفي الموعد المحدد كان البطل مع وزير الحربية بمنزل الرئيس السادات، وصافحه الرئيس السادات ثم احتضنه.
وسأله هل هو زعلان لعدم تكريمه فأجابه: لا يا أفندم فأنا أديت واجبي نحو وطني في فترة من فترات عمري ويكفيني فخرا أن سعادتك تستقبلني في بيتك وهذا شرف لي، ثم قام الرئيس السادات بتقليد البطل محمد المصري وسام نجمة سيناء.
وثيقة التكريم
كانت وثيقة التكريم التي أعطاها الرئيس للبطل غاية في الروعة حيث كتب فيها: من أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية إلى عريف محمد إبراهيم عبد المنعم المصرى من القوات البرية.
تقديرا لما قمتم به من أعمال بطولية خارقة تدل على البسالة النادرة والقدرة الفذة والتفاني في القتال وذلك في القتال المباشر مع العدو في ميدان القتال قد منحناكم وسام نجمة سيناء من الطبقة الثانية.