رئيس التحرير
عصام كامل

الإذاعة المصرية وبطولة حقيقية!


بلا إمكانيات تذكر.. وبلا اعتمادات إضافية بل ربما العكس.. استطاعت الإذاعة المصرية إثبات وجودها الأيام الماضية حتى لم يشعر أحد بأي غياب للأعمال التقليدية للإذاعة الرمضانية..


مسلسلات اعتادها المستمعون، وخلطة من البرامج الحوارية، وعدد من الأعمال الدرامية الاجتماعية فضلا عن برامج نوعية متعددة أعطت للخريطة زخما لا مثيل له وعلى كل الشبكات.

إن كان "البرنامج العام" هو واجهة "الإذاعة المصرية" وشبكتها الرئيسية فربما لن يشعر أحد بأي غياب لما اعتادوا عليه السنوات الطويلة السابقة.. مسلسل الإفطار كتبه باتقان شديد المخرج المبدع "محمد علي" وأخرجه بحرفية كبيرة الدكتور "محمد لطفي".. بينما يبدو مسلسل قبل الإفطار والذي كتبته الإذاعية "رشا انور" وقامت ببطولته مع الإذاعي "مهند ضيف" الأفضل على الإطلاق في مناقشة قضايا اجتماعية تحدث في البيوت المصرية..

وفضلا عن المسلسل كشف عن مواهب متعددة لـ"رشا أنور" حتى نعتقد أن مكانها الطبيعي في الكتابة والتمثيل أكثر من التقديم الإذاعي مع حضور تمثيلي كبير لـ"مهند ضيف"، وكلاهما يؤدي دورة بأداء كوميدي رفيع، إلا أن أيضا هذه النوعية من الأعمال هي عينها التي يحتاجها المجتمع، حيث مشكلات كبيرة من أسباب بسيطة تؤدي إلى الطلاق والتفكك الاجتماعي.. وهو ما دعا إليه الرئيس السيسي بشكل مباشر كمطلب رئيسي من الاعلام المصري!

بالإضافة إلى البرنامج الحواري الرئيسي عند الظهيرة "عازم ولا معزوم" بضيوفه الكبار من نقيب الأشراف إلى الروائي الكبير يوسف القعيد إلى رئيس جهاز حماية المستهلك، بما يشكل وجبة حوارية يومية رائعة يتألق فيها فريق كبير من المذيعات والمذيعين، إلى أنك في المساء ستستمع بحوارات أدبية في بعدها الرمضاني للـ"سيد حسن" الذي استضاف ـ مثلا ـ مجموعة من الشعراء في إحدى السهرات لمناقشة أول ديوان جماعي لعدد من الشعراء في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام..

أما "أحمد الشاذلي" فيترك برنامجه "جناب السفير" ليحاور في رمضان مداحي مصر، أما "فاطمة عمر" فتتألق في برنامجها "في رواية أخرى" بعد أذان المغرب مباشرة مع نجوم الصحافة والكتابة في مصر.. لم تخلو وجبة البرنامج العام من مسابقة القران الكريم يقدمها رئيس الشبكة الدكتور "حسن مدني"..

ولا من برامج الفتاوى، ولا من برنامج قصير للدكتور "أسامة الأزهري" عن أبرز علماء الأزهر.. ويبدو البرنامج العام في حاجة إلى متابعة أخرى، وتحتاج باقي الشبكات إلى مقالات مستقلة!

لا نخفي انحيازنا للإذاعة بشكل عام.. لكنهم بدورهم التوعوي التثقيفي الراقي المسؤول الذي يقدم خدمة إعلامية للملايين في الريف والدلتا والصعيد ولذوي الاحتياجات الخاصة ممن لا تسمح ظروفهم بمتابعة الشاشة والعابرين، فضلا عن هواة الراديو مع ما تيسر لهم من إمكانيات لا تقارن بالإذاعات الخاصة، ولا طبعا بالفضائيات ـ حتى يؤدي المذيعون أدوارا درامية ـ يستحقون فعلا كل التحية!
الجريدة الرسمية