كيف يدعم العرب «ترامب» لإعلان الإخوان إرهابية؟.. تحرك دبلوماسى جماعي في أوروبا..الاستعانة بجهود دول الخليج المتضررة من التنظيم.. توثيق جرائم الجماعة ضد الشعب المصري..ودحض مزاعم سلميتها بالأد
رغم اقتراب ساعة الصفر، لتنفيذ القرار الأمريكي، بإعلان الإخوان جماعة إرهابية، إلا أن التحركات الأخيرة، للحكومات الداعمة للتنظيم في المنطقة، وملايين الدولارات التي تصرف على شركات العلاقات العامة، لتعطيل القرار باعتراف قيادات التنظيم، تؤكد صعوبة الخطوة، وتدعو الداعمين لها لاتخاذ خطوات أخرى، لدعم قرار ترامب المنتظر.
دعم مفتوح للإخوان
تضغط تركيا وإيران وقطر في جميع الاتجاهات وكل العواصم وبخاصة واشنطن، لمنع إصدار الرئيس الأمريكي أمره، بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، خوفًا من محاصرة الجماعة بدول العالم، ومطاردة قيادتها، وحظر تعاملاتها المالية وتشكيلاتها وخلاياها.
وقبل أسابيع كان أقصى أمل للدول الثلاث الداعمة للإخوان، الضغط لتخفيف العقوبات المتوقعة، إلى أقل سقف يمكن توقعه، ولكن هجمات الإعلام الأمريكي، وحملات شركات العلاقات العامة الكبرى، تؤكد أنها استعادت الأمل في إلغاء القرار أو تعطيله، فالصراع مع الجماعة، ومن يستثمرها في إضعاف الدول العربية والإسلامية، وخلق الفوضى السياسية داخل البلدان العربية، ليس سهلا، ولايمكن اعتباره كذلك.
مواجهة الجماعة وحلفائها
ورغم التحرك المكثف والأموال التي تصرف دون حساب لمنع قرار ترامب ضد الجماعة، إلا أن بريطانيا وأمريكا وبعض الدول الأوروبية، شعروا قبل سنوات قليلة بخطر الجماعة، والدول التي تدعمها، يقول الدكتور عبد العزيز جار الله، ويضيف:
البلدان الغربية التي تقدم دعما للجماعة عبر استضافة كوادرها، وفتح المجال العام لها، لممارسة أنشطتها، تأكدت تمام من مدى خطرها على النظام المالي العالمي، ونشاطها داخل المنظمات الإرهابية، متوقعا أن تبادر أمريكا والغرب، بدحر الإرهاب عبر محاصرة الإخوان والدول الداعمة لها.
ولكن التداعيات والزخم الكبير الذي اشتعل في الميديا الغربية، بعد الإعلان عن القرار المنتظر للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بشأن إدارج الجماعة على قوائم الإرهاب، يؤكد ضرورة معرفة ما يحدث ولماذا، وماهي حقيقة الأوضاع على الأرض، والملابسات المحيطة بالقرار، وحلفاء الجماعة وأعدائها في الواقع الأوروبي.
مجلس الشيوخ
السفير محمد منيسي، مساعد وزير الخارجية وسفير مصر الأسبق في قطر، يفرق بين المعارضين للجماعة، وهم مجلس الشيوخ ذو الأغلبية الجمهورية، إضافة لوزارة الخارجية التي يتولى مسئوليتها وزير ذو خلفية مخابراتية، ومعهم السى آى ايه، ورئيستها صاحبة الخبرة الطويلة بالإرهاب في الشرق الأوسط، والبيت الأبيض، وبين المؤيدين لها، وهم برأيه الكثير من أعضاء مجلس النواب المعارضين دائما لأى قرار لترامب، أو أي قرار قد يبدو في مصلحة الإدارة المصرية، وبعض مراكز الـ think tank خاصة تلك التي تتلقى تمويلا كبيرا جدا من قطر، ومن جماعة الإخوان ذاتها، على حد قوله.
الجمعيات الأهلية الممولة من قطر والإخوان، تشكل حاجزًا صد ضد القرار، بحسب منيسي، فهي المسئولة حاليا عن تركيز حملتها ضد القرار، عبر خلق دور دينى سلمى للإخوان ونفى أي صلة لهم بالعنف، ويرى أن ضرب تحالف الجماعة والديمقراطيين ومراكز التفكير يكمن في إصدار الرئيس قرارا تنظيميا يقضي باعتبار الجماعة إرهابية، دون الحاجة للصدام مع الكونجرس، كما فعل عند اتخاذ قرار مماثل مع الحرس الثورى الإيرانى منذ أسابيع قليلة.
دعم ترامب
المساعدة العربية اللازمة لترامب في هذه الأوقات، بحسب السفير المصري السابق بقطر، تتخلص في تكثيف الجهود لإبراز وتوثيق الجرائم التي ارتكبتها الجماعة ضد الشعب المصرى، لدحض ما تدعيه من أنها جماعة سلمية، والاستعانة بجهود الدول الخليجية التي حظرت أنشطة جماعة الإخوان أخيرا، بعد أن تكشفت لها حقيقتها، بجانب تحرك دبلوماسى مكثف في الدول الأوروبية.
ويرى منيسي أن هناك ضرورة للكشف عن مساوئ مهادنة الجماعة، وهي طريقة لم تجد سابقا في منع شرورها، من أن تطال هذه الدول، ولاسيما أن الجماعات الإرهابية التي تتستر خلف مشروعية دينية، خرجت بالأساس من تحت عباءة جماعة الإخوان الإرهابية.