رئيس التحرير
عصام كامل

جذب السياحة وترسيخ الاحتلال.. أبرز أهداف إسرائيل من مسابقة الأغنية الأوروبية


يواصل الكيان الصهيوني ترسيخ وجوده في الأراضي الفلسطينية المقدسة بشتى الوسائل، ولم يكتف فقط بوسائل التهويد إنما بدأ في الاستعانة بالمسابقات الدولية مثلما يفعل هذه الأيام من خلال استضافة مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن"، في خطوة استفزازية ندد بها الكثير من الفنانين في العالم وليس فقط في فلسطين.


ترسيخ للاحتلال
وتعتبر مسابقة الأغنية الأوروبية أو مسابقة "يوروفيجن" للأغاني، مسابقة غنائية، ينظمها اتحاد البث الأوروبي منذ عام 1956، وهي أكبر حدث غير رياضي من حيث عدد المشاهدين، حيث يصل عددهم من 100 إلى 600 مليون شخص حول العالم ما يعني أن دولة الاحتلال تستقطب أكبر عدد من الناس حول العالم من أجل أن تصنع دعاية لنفسها وترسخ للاحتلال.

ويشارك كل مغنٍ عن طريق المحطات المحلية التابعة للاتحاد الإذاعي الأوروبي، ليتم اختيار المغني الذي سيمثل بلده دوليًا في المسابقة، وبعض المغنين المشاركين في هذه المسابقة أصبحوا نجومًا أمثال سيلين ديون، وخوليو إجليسياس.

وتنطلق هذا العام مسابقة الأغنية الأوروبية بدورتها الـ64 غدًا الثلاثاء، في تل أبيب، وتستمر لثلاثة أيام، ويشارك فيها فنانون من 40 دولة، ووقع الاختيار على إسرائيل في سبتمبر الماضي لاستضافة المُسابقة بعد أن فازت المغنية الإسرائيلية "نيتا بارزيلاي" بالنسخة الـ63 من المسابقة العام الماضي في العاصمة البرتغالية لشبونة بأغنيتها "لعبة" التي تنتقد التحرش الجنسي، وجرت العادة أن تستضيف الدولة الفائزة مسابقة العام التالي.

جذب السياحة
وتكلّفت استضافة "يوروفيجن" نحو 190 مليون شيكل إسرائيلي أي 53 مليون دولار، وتتوقع إسرائيل أن تجلب الاستضافة ملايين الدولارات وستكون عنصر جذب للسياحة، وتشمل عشرات الآلاف خلال فترة المسابقة.

دعم المثليين
وترى إسرائيل أن استضافة الأحداث الدولية وسيلة لتقديم صورة إيجابية وسلمية مزعومة عن نفسها، ومن جهة أخرى تؤكد تل أبيب أنها صديقة للمثليين والمتحولين جنسيا، ومن بين النشاطات المقرر عقدها في أسبوع يوروفيجن عرض للمثليين "ليلة الكبرياء" في منطقة مطلة على البحر خصصت لإقامة مسابقة الأغنية الأوروبية.

ومن المشاركين الأوفر حظا للفوز بالمسابقة الفرنسي بلال الحساني 19 عاما بأغنيته "ملك" الذي يؤكد أنه سعيد لأنه صوت وصورة للشباب المثليين والمتحولين جنسيا والسحاقيات، ومن المرشحين الآخرين للفوز السويد وروسيا وأذربيجان.

ووقع أكثر من 100 فنان فرنسي على عريضة ينددوا فيها بتنظيم مسابقة الأغنية الأوروبية في إسرائيل على أنقاض قرية الشيخ مؤنس الفلسطينية، مؤكدين أنهم لن يذهبوا إلى إسرائيل من أجل تبرئة نظام التمييز القانوني والإقصاء ضد الفلسطينيين، كما طالب الوفد الفرنسي بألا يمنحوا التزكية للنظام الإسرائيلي.

ويرجع السبب الحقيقي وراء مقاطعة الفنانين العالميين للمهرجان الإسرائيلي، إلى جهود حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل، المعروفة باسم "بي دي إس"، حيث دعت إلى سحب الاستثمارات وتوقيع العقوبات ومقاطعة المسابقة في إطار حملتها ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وطالب العديد من الفنانين المؤيدين للقضية الفلسطينية مثل روجر ووترز مؤسس فرقة "بينك فلويد" والمغني البريطاني بيتر جابرييل بنقل المسابقة إلى دولة أخرى بسبب الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.

صوت مادونا
من جهة أخرى، فإن نجمة البوب العالمية مادونا تحل ضيفة شرف على مهرجان الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" في إسرائيل رغم دعوات المقاطعة، وأكد وكلاء مادونا في الولايات المتحدة، مشاركتها في المسابقة فيما يقول اتحاد الإذاعات الأوروبية، أن مشاركتها لا تزال غير مؤكدة، وتعتزم مادونا أن تصطحب فريقًا من 160 شخصًا، ويمول مشاركتها الملياردير الإسرائيلي الكندي، سيلفان آدمز الذي قدم لها 1.3 مليون دولار لتؤدي أغنيتين لمدة 15 دقيقة.

ويقول آدامز إن مشاركة مادونا ستساهم بشكل كبير في نجاح الحدث، وستعزز صورة إسرائيل في جميع أنحاء العالم، دعا نجوم كبار مادونا إلى العدول عن قرارها إحياء عرض في ختام اليوروفيجن، كما قال فرع الشركة المنتجة "لايف نيشن" في إسرائيل، ولكن مادونا من المعجبين بالتقاليد اليهودية الصوفية (القبالة) وغنت في إسرائيل عدة مرات كما قامت بزيارات خاصة لإسرائيل.

القبة الحديدية
ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا عددًا من بطاريات "القبة الحديدية" في مناطق وسط البلاد والمناطق المحيطة بمدينة تل أبيب، وذلك تحسبًا من إطلاق صواريخ من قطاع غزة خلال المسابقة، جاء ذلك في أعقاب انتشار خبر تداوله نشطاء فلسطينيون بعدم السماح لحكومة الاحتلال بإقامة مسابقة "يوروفيجن" في حالة عدم إيفاء الاحتلال بتفاهماته الأخيرة مع المقاومة بغزة، وذلك من خلال مقطع فيديو تناقلته وسائل إعلام مختلفة.

وبدورها، وجهت الخارجية الفلسطينية رسالة إلى اتحاد الإذاعات الأوروبية، دعته فيها إلى سحب أي مواد ترويجية لمسابقة "يوروفيجن للأغنية 2019" التي تم تصويرها في مدينة القدس المحتلة.

ويشار إلى أن آخر مهرجان استضافته إسرائيل، كان مهرجان "الشهب" الموسيقي الإسرائيلي، الذي انطلق، بتاريخ 7 سبتمبر 2018، ولمدة ثلاثة أيام، في مدينة الجليل الأعلى، قد أعلن 16 فنانًا عالميًا أيضًا مقاطعتهم للمهرجان الإسرائيلي وقتها.
الجريدة الرسمية