ضاعت بهجة رمضان.. اليمنيون يفطرون على أصوات نيران مليشيا الحوثي
يعيش اليمنيون في مأساة كبيرة بسبب الأزمة السياسية بقيادة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران والتي تحولت إلى حرب أهلية يدفع ثمنها المواطن اليمني للعام الثامن على التوالي وسط أزمات اقتصادية وصلت بالدولة إلى حد المجاعة.
ومع دخول شهر رمضان المبارك، استقبال الشعب اليمني لشهر الصيام لم يختلف كثيرا عن الأعوام السابقة ؛ فالدماء والرصاص غيبا طعم الفرحة باستقبال الشهر الفضيل، ليتحول الشعب اليمني إلى صيام تحت أصوات الرصاص والإفطار على صورة الدم.
استشهاد 250 ألفا
وأكد تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن حرب اليمن تسببت في تراجع التنمية البشرية في البلاد بمقدار 20 عامًا، واستشهاد ربع مليون شخص بسبب العنف وغياب الرعاية الصحية ونقص الغذاء.
ويستند التقرير الأممي- الذي نشره موقع كيو بوست- البحثي، إلى دراسة أعدها فريق باحثين من جامعة دنفر في الولايات المتحدة، تتناول انعكاسات الصراع باليمن على مسار تحقيق أولويات التنمية التي اعتمدتها الدول الأعضاء في خطة 2030 للتنمية المستدامة.
خسائر ضخمة
وتوقع التقرير أنه إذا انتهى الصراع عام 2019 يبلغ إجمالي الخسائر الاقتصادية قرابة 88.8 مليار دولار، وإذا انتهى عام 2022 فسيكون معدل التراجع في مكاسب التنمية قرابة 26 عاما، حيث تصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني- ثُلثَي السكان -، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمَن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليونَي طفل نقص حاد في التغذية.
اختفاء مظاهر الاحتفال
من ناحية أخرى اختفى كثير من المظاهر التي كانت تميز المدن اليمنية، كما تلاشت الفعاليات الثقافية النوعية التي كانت ترافق قدوم شهر رمضان؛ مثل مهرجان الإنشاد اليمني الذي كان بمثابة بصمة خاصة من بصمات المدينة؛ ليحل مكانها شكوي المواطنين التي لا تنقطع نتيجة التدهور المستمر في الوضع الاقتصادي وما يرافقه من غلاء فاحش في الأسعار.
إضافة إلى المعاناة الأساسية التي رافقتهم من العام السابق والمتمثلة في انقطاع التيار الكهربائي بصورة كلية والاستعاضة عنه بالطاقة الشمسية لدى بعض الميسورين من الناس، والانعدام التام للمشتقات البترولية والغاز المنزلي الذي يُستخدم في الطبخ.
ارتفاع الأسعار
ووَفق تقارير إعلامية، أتى شهر رمضان هذا العام مع ارتفاع في أسعار المواد الغذائية التي يدخل معظمها عبر ميناء الحديدة، ويتم توزيعها على المناطق الأخرى، وبينها صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية، خاصة بعدما فشلت المفاوضات ومحاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار منذ سيطرة ميليشيات الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، حيث رفضت الميليشيا كل فرص الحل السياسي.