رئيس التحرير
عصام كامل

شاروبوتو.. إمام غاني يعيش بين أحضان الكنائس لتوحيد المسلمين والمسيحيين


"السلام ثمرة الوئام بين الأديان".. جملة اعتاد عالم الدين المسلم الشيخ عثمان نوهو شاروبوتو، على ترديدها في حياته اليومية وجعلها قاعدة أساسية بين المسلمين والمسيحيين والعمل على أن الدين لله والسلام للجميع.


عثمان شاروبوتو.. رئيس الأئمة في غانا، يبلغ من العمر 100 عام، محبوب لدى جميع أفراد الشعب الغاني بكافة طوائفه كونه حريصا على مشاركة المسيحيين في كافة الاحتفالات والقداس الخاص بهم دون انقطاع، ليس ذلك فحسب بل يعمل على خدمة الكنيسة الكاثوليكية في مدينة أكرا خلال أي مناسبة للمسيحيين.

إنه عضو في المجلس الوطني للسلام الذي يتألف من 13 من الزعماء الدينيين بشكل رئيسي، ويتدخل شخصيًا لحل التوترات.

وُلد شاروبوتو، في أيرلندا ووصل إلى غانا في عام 1971 للعمل كداعية على مدار 48 عامًا، أصبح بطلًا لتبنيه حملات من أجل عدم وصم مرضى الجزام ومعاملتهم بكرامة.

يعمل المفتي الأكبر، وزعيم الأقلية المسلمة في غانا، على أن يكون إرثه الوحيد بين الشعوب هو السلام وجعله ثمرة الوئام بين الأديان، وذلك من خلال المشاركة مع المسيحيين في كافة مناسباتهم لدرجة أن الأغلب أصبح يشكك في ديانته، وتم تصويره عدة مرات بجانب الكاهن الأب في سريلانكا أندرو كامبل، حيث قام المفجرون الانتحاريون الإسلاميون بشن هجمات في سريلانكا.

وقد وصفه المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي الذين يناصرون نهجه بأنه نور ساطع في الظلام، وأدان بعض المتابعين المتشددين نهجه لمشاركته في مراسم العبادة الخاصة بالمسيحيين كونه مسلم، لكنه لا يبالي لما يقال وأصر على جعل العلاقة بين المسلمين والمسيحيين من مجرد التسامح إلى المشاركة.

وقال المتحدث باسمه أريماياو شيبو "إن الإمام الأكبر في غانا يحرص على إظهار صورة الإسلام بأنه دين الحب والسلام والتسامح".

ويعد الشيخ شاروبوتو أكبر عالم دين مسلم في غانا منذ 26 عامًا، وقد أصر دائمًا على إعلان أن المبادئ الأساسية للإسلام متأصلة في السلام والحب، كما تشهد خطبه الأسبوعية في صلاة الجمعة في المسجد المركزي بالعاصمة على دعواته للحب والتسامح.

ورغم شهرته الواسعة إلا أنه رفض الانتقال لإحدى الأماكن الراقية وأصر على العيش في حي "فداما" أحد الأحياء الفقيرة، كما أصر على أن تظل بوابات الحي مفتوحة حتى الآن.

يسافر شاروبوتو مئات الكيلومترات لجلب المياه العذبة من الصنابير للسكان كما يزور آخرين في الليل لتقديم الوجبات الساخنة مجانًا لهم ومساعدتهم كما أنشأ صندوقًا ائتمانيًا تعليميًا لدعم التلاميذ الموهوبين والمحتاجين.

ويؤكد شاروبوتو أن غانا يشكل المسلمون بها 18٪ من سكان الدولة التي تقطنها أغلبية مسيحية، ويشير إلى أن وطنه ليس له تاريخ في الحرب الدينية.
الجريدة الرسمية