"الشيخ أبو الخير".. مسجد تاريخي ببني سويف يطالب أهالي إهناسيا بتطويره
يعد مسجد الشيخ أبو الخير، أقدم مسجد بمدينة إهناسيا، غربي بني سويف، ويرجع تاريخ إنشائه إلى 104 أعوام، حيث بُني في عام 1915 ميلاديًا، الذي يوافق عام 1335 هجريًا. أنشأه الشيخ محمد بن عبد الله بن عبد الواحد الشهير بـ"الشيخ أبو الخير" تلميذ العارف بالله الشيخ محمد أمين الكردى شيخ الطريقة النقشبندية.
ويقول محمد نور أبو الخير، حفيد الشيخ أبو الخير، إن المسجد تم بناؤه عام 1915 على مساحة 600 متر مربع، وألحق به مقام الشيخ أبو الخير الذي قام ببنائه قبل وفاته بأيام معدودة، وذلك لأن الأرض التي بنى عليها الضريح كانت عبارة عن منزل تملكه سيدة، ورفضت بيعه للشيخ عند تجديد المسجد، وعندما علمت بملازمة الشيخ أبو الخير فراش الموت وافقت على البيع تلبية لرغبته.
وأضاف، أن السيدة أكدت لأهل المنطقة، حينذاك، أن الشيخ أبو الخير جاء إليها في المنام، وحّرر عقد المنزل ودفع قيمته، ولكن الشيخ أصر على دفع قيمة المنزل كاملة وتحرر عقد البيع، وتم بناء الضريح في مكان المنزل، ومنذ ذلك التاريخ يتردد مريديه من جميع الدول العربية والأفريقية ومشايخ الطرق الصوفية، إلى مولد الشيخ أبو الخير المسجل رسميا بمديرية الأوقاف والجهات الأمنية.
وقال حفيد الشيخ أبو الخير: "أعيد تجديد المسجد وتطويره على وضعه الحالى عام 1950م على يد والدى الشيخ أبو الخير وعطية سيد عمدة إهناسيا في ذلك الوقت، والشيخ محمد البراوي، أحد أهالي مركز إهناسيا وتبرعات أهالي المدينة".
وتجولت "فيتو" بالمسجد الذي يتسع لـ800 مصل تقريبا ويتبعه دورة مياه كبيرة، وله واجهة كبيرة بطول 30 مترا تقريبا مصممة على الطراز الإسلامى، له مدخلان على الناحية الغربية أحدهما المدخل الرئيسى للمسجد والثانى مخصص للدخول لدورة المياه.
وتتعدى ساحة الصلاة بالمسجد الـ400 متر، مسقوفة بالخشب ومرتكزة على 12 عمودا بالقواعد، ويتوسط السقف منورا من الخشب والزجاج، وطرز برسوم عربية بديعة، وحوائط المسجد مزخرفة بالنقوش الأندلسية بالدهانات الزيتية، ويتوسط الحوائط رسم إسلامى لأسماء الله الحسنى تم زخرفتها بمحيط جدران المسجد كاملة.
ويتوسط الجدار الشرقى محراب الصلاة ذو الزخارف والرسومات الإسلامية البديعة، وبجانبها منبر خشبي دقيق الصنع طعمت حشواته بالسن والأبنوس، ونقشت مقرنصات بابه وخوذته بالنقوش المذهبة، ويعلو المسجد مئذنة بارتفاع 40 مترا صممت على طراز المآذن المملوكية يتوسطها سلم حلزونى كان يستخدمه المؤذن للنداء على الصلاة في السابق، وبه مصل للنساء بجوار المقام، وبجواره بُنيت إدارة الأوقاف لشهرة المسجد، وسمي الشارع الموجود به المسجد باسم شارع الشيخ أبو الخير.
والمسجد يعتبر مزارًا لأهالي المحافظة، خاصة مريدي الطرق الصوفية، يأتون إليه من جميع المحافظات للتحلى ببركات الشيخ أبو الخير، والمسجد مبنى على مساحة 600 متر مربع، وبه مصلى للنساء بجوار المقام، وبجوار المسجد بنيت إدارة الأوقاف لشهرة المسجد، وسمي الشارع الموجود به المسجد باسم شارع الشيخ أبو الخير.
أهالي مدينة إهناسيا طالبوا مديرية الأوقاف، بإدراج المسجد التاريخي ضمن خطة التطوير، نظرًا لأهميته التاريخية، التي اكتسبها من سيرة الشيخ أبو الخير الذي عُرف بزهده وتصديه لحل مشكلات البسطاء وحربه الدائمة ضد الوساطة والرشوة والإلحاد والأخلاق السيئة حتى توفي في 27 محرم 1371 هجريًا الموافق 21 أكتوبر 1951 ميلاديًا.