رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية محمود أبو النصر مع مائدة الرحمن في ساحة القنائي (فيديو)


بجوار الضريح داخل ساحة القطب الصوفي السيد عبدالرحيم القنائي، ووسط مجموعة من الأطباق والكراتين المتراصة وأكياس الفاكهة يجلس شخص يرتدي جلبًاب صعيدي، وإلى جواره نجليه الصغار الذين لا يتجاوز عمر أحدهم السادسة والآخر العاشرة، صائمون، يقومون برص الأطباق ويوزعون الفاكهة داخل الأطباق من أجل إفطار ضيوف عبد الرحيم القنائي.


حكاية عمرها 25 عامًا
يقول الحاج محمود سيد أحمد محمد أبوالنصر: "هذه المائدة التي أطلق عليها مائدة القناوي، منذ 25 عامًا توارثتها عن والدي، وعقب وفاة والدي لم انقطع عن تلك العادة بل على العكس أحرص عليها كل عام طوال أيام الشهر الكريم ".

وأضاف أبوالنصر لـــ"فيتو": "أصطحب طفلي الصغار ليعدان معي المائدة وهما صائمان، رغم صغر سنهما، حتى عندما يكبرا يكملا مسيرة جدهما ووالدهما"، منوها بأن الطفل ينشأ بحسب ما يتربى عليه، وقال: "منذ كنت في عمرهما وكنت أحرص على الحضور مع والدي مثلهما، وأقوم بإعداد المائدة وأقطع شرائح الفاكهة وأوزعها في الأطباق بشكل هندسي وتشكيلة رائعة فهذا الطعام يقدم لضيوف القنائي وأحباب آل البيت".

وأشار إلى أن الخدمة في ضيوف القنائي من أمتع الأشياء التي يحرص عليها كل عام في هذا الشهر الكريم، منوهًا بأنه يحضر مع نجليه قبل أذان العصر للصلاة وبعدها يتوجهوا إلى المكان المخصص لهم لإعداد الوجبات.

وقال: "نرص الأطباق مع الإخوة والأحباب إلى جانبي وطفلي، ونحرص على نظافة المكان وعدم إلقاء أي مخلفات أو سكب أي مياه أو مشروبات بل على العكس عقب الانتهاء من الإفطار نقوم بجمع المخلفات والقمامة وكل شيء ونلقي به في المكان المخصص لها".

خدامين في القنائي
وأكد أبو النصر أنه سوف يظل يخدم وأبنائه في سيدي عبدالرحيم القنائي ذلك القطب الكبير الذي يطلق عليه أسد الصعيد، واستطرد قائلًا :"الخدمة هنا في هذا المكان من أمتع وأجمل الأماكن التي تضم بين جنباتها رائحة عطرة وروحانيات جميلة ووسط أجواء إيمانية بين حلقات الذكر والدروس".

وأردف: "الجميع هنا يلتف حول مائدتين إحداهما إيمانية والأخرى للطعام ولكن الوجبة الأكثر لذة هي تلك الإيمانية التي يحرص فيها الزائرون على تلاوة القرآن والاستماع إلى الدروس الدينية، وهنا الكثير من الشباب من الطلاب الذين يحرصون على الاستذكار في تلك الأجواء الطيبة".

الجريدة الرسمية