رئيس التحرير
عصام كامل

قطار الخصخصة يقترب من محطة "تأمين بنها"..مبنى المستشفى تحول إلى مأوى للكلاب والقطط الضالة.. وإهدار 40 مليون جنيه بحجة أنها تحت التأسيس .. «عبد الوهاب»: المحافظ السابق تجاهل الموضوع

مستشفى التأمين ببنها
مستشفى التأمين ببنها

أعوام عديدة مضت والحال هو الحال لم يتبدل ولم يتغير إلى أفضل من العهد السابق ، محافظة القليوبية التى لا تبعد كثيرا عن القاهرة ، غابت الرعاية الصحية عنها خلال الأعوام العشرة الماضية، ودخل فيها السلب والنهب فى كل أرجائها حتى أصبحت مستشفياتها ملجأ ومرتع لكلاب الشوارع والفئران، وأكبر دليل على ذلك "مستشفى التأمين الصحى ببنها"، والتى انتهى بها الحال لتكون جثة هامدة، بعدما تم إهدار ما يقرب من 40 مليون جنيه بحجة أنها تحت التأسيس .


فى هذا السياق، أكد سامى عبد الوهاب، أحد الذين صارعوا النظام البائد لتشغيل مستشفى التأمين الصحى، أن المبنى تم إسناده إلى مقاول عام 2002 مقابل 40 مليون جنيه على أن يتم الانتهاء من المبنى في أواخر عام 2003، وتوقف العمل بحجة أن الحديد والأسمنت ارتفعت أسعارهما، وطالبت الجهة المنفذة بزيادة المبلغ، ووافقت الهيئة على الزيادة التى طلبتها الجهة المنفذة لاستكمال المبنى مرة أخرى، وعندما بدأ العمل طلبت الهيئة دفع الشرط الجزائى للتأخير والذى يقدر بنحو مليونى جنيه، فتوقف المقاول عن العمل مرة أخرى ، وانتقل الموضوع برمته إلى المحاكم والنيابة العامة، وتم إرساء إكمال المبنى على مجلس الدفاع الوطنى، وذلك لطلب شهادة صلاحية للمبنى من أى جهة هندسية عليا تفيد صحة وسلامة المبنى .

ويستكمل عبد الوهاب قصة المبنى المشئوم، فيقول : "هناك روايتان إحداهما تقول : إن مجلس الدفاع الوطنى عندما قام بمعاينة المبنى على الطبيعة تيقن أنه سوف يعمل لله وللوطن؛ لأن المقاول خطف المكسب فى الأعمدة والخراسانات، والرواية الأخرى تقول : إن الهيئة أحضرت شهادة من مكتب هندسى لم تعترف به وزارة الدفاع ، ولذلك اعتذرت عن إكمال المبنى ".

وأشار إلى أنه فى موقف صعب إذا لم تصل شهادة من جهة هندسية عليا تفيد صحة وسلامة المبنى ؛ لكى يتم طرحه من جديد ، فما الحل فى حالة وصول تقرير هندسى يفيد عدم صحة وسلامة المبنى، وهل تذهب 40 مليون جنيه فى الأرض لمبنى اقترب أن يصدر له قرار إزالة، مضيفا أن أكبر عدد من المرضى يتم تحويلهم إلى مستشفيات الجامعة والحميات والمستشفى التعليمى ومستشفى النيل بشبرا وتأمين مدينة نصر، وأنه ببساطة يجب على المريض أن يدور كعب داير لكى يجد سريرا يأويه، والمستفيد الوحيد هم أصحاب المستشفيات الخاصة .

وأوضح أن فى الآونة الأخيرة زار أحد المستثمرين المستشفى وطلب استئجاره مما جعل سامى عبد الوهاب يشم رائحة خصخصة، لا سيما أنهم يحاربون هذه القضية منذ ما يقرب من 10 أعوام، حينما طلب عبد الوهاب أكثر من مرة لدى المحافظ السابق عدلى حسين، أن يتدخل لدى رئيس الوزراء حتى يتم استكمال المبنى، إلا أن عدلى حسين لم يحرك ساكنًا، وأبقى على القضية كل هذه المدة لصالح من ، لا أحد يعرف .

الجريدة الرسمية