"محمد الجارحي".. مواطن من مصر
"محمد الجارحي" زميل صحفي انفعل بقضايا بلاده فاختار الطريق الصعب للوصول إلى غاية إنسانية نبيلة.. قرر أن يخرج عن نص القلم ويكتب سردا عمليا خارج حدود الورق ويرسم بمعاناته ابتسامة صافية على وجوه البسطاء الذين لا حول لهم ولا قوة، فانطلق إلى المساحة البعيدة حيث لا يجد الناس ثمن الدواء..
جاب الوطن شرقا وغربا.. شمالا وجنوبا.. انطلق وغايته الفلاحون تحت مقصلة الشمس ونار الإهمال.. انطلق وهو يحمل أملا كان وليدا، والآن وبعد سنوات طويلة من العمل المرهق أضحى واقعا صافيا حالما قويا.
في قرية الشبراوين بمركز ههيا بالشرقية، حيث يعيش أهالينا بعض تفاصيل حلم بناء واحدة من صروح طب الأطفال، والتي ستوفر عددا كبيرا من حضانات الأطفال والرعاية المركزة.. شباب القرية وعلى رأسهم "محمد الجارحي" كانوا يفكرون بعد ثورة يناير العظيمة أن تكون لهم تجربة بناء تتوافق وروح يناير في بناء وحدة صحية حديثة، تطور هذا الحلم بعد أن فقد "الجارحي" ابنه الرضيع ليكبر الحلم ويتحول إلى مستشفى قفزت تكلفته من ٣٠ مليون جنيه إلى ٧٠ مليون جنيه خاصة بعد تعويم الجنيه.
"محمد الجارحي" وبحساسية مفرطة كتب قبل أسبوع على صفحته الشخصية بـ«فيس بوك» يلتمس من الناس العذر إن كان يزعجهم بإشاراته إلى الحلم الكبير، ما كتبه "الجارحي" فتح الجرح في نفسي وفي نفوس متابعيه وأحبابه وأصدقائه.. كيف لرجل وهب حياته لمشروع إنساني يخدم أهلنا في الشرقية أن يلتمس من الناس عذرا في خير يقوده ولا ينام الليل بسببه وهو يجاهد كل يوم من أجل طوبة ترفع البناء.. حساسية إنسان رقيق المشاعر معطاء قوي نبيل.
رفاق "محمد الجارحي" من أبناء القرية يعملون ليل نهار يواصلون الكفاح والجهد والعمل الدءوب من أجل اكتمال الحلم الذي طال انتظاره على مدار سنوات، استطاعوا خلاله أن يثبتوا أن مصر بخير، وأن شبابها عظيم العطاء والجهد، ولديه القدرة على نسج الأمل مهما كانت الصعوبات، شباب يستحقون الدعم والمناصرة ومد يد العون مهما قصرت، لأن ما يفعلونه رمزية إنسانية تعبر عن جيل بأكمله.