رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا يحدث في الخليج؟!


شئ ما يجري هناك.. وعلى كل الأصعدة.. رئيس وزراء البحرين يتحدث هاتفيا إلى حاكم قطر في بداية الشهر الكريم، ثم مصدر بحريني آخر يقلل من أهمية الاتصال ويقول إنه لا يمثل السياسة البحرينية!، والإمارات تفرج عن زورق قطري ضل طريقه في المياه الإماراتية الإقليمية وقطر تشكر الإمارات!


وقاذفات بي 52 الأمريكية تصل إلى قطر مع اتجاه حاملة طائرات أمريكية إلى الخليج.. فما الذي يجري؟ هل اقتربت المواجهة الأمريكية الإيرانية، والأغلب أنها تقررت أن تكون بعد العيد؟ وهل ستنطلق من قطر؟ وبالتالي لابد من حل الخلاف القطري الخليجي أولا؟

إيران من جانبها تهدد بالعودة بملف الاتفاق النووي إلى نقطة الصفر، ومنحت الدول الأوروبية وكافة الأطراف المؤثرة لاستمرار الاتفاق مهلة من الوقت للرد. أما الالتزام الكامل أو الإلغاء الكامل.. والدول الأوروبية وكافة الأطراف في جحيم الاختيار بين الضغوط الأمريكية وبين العودة للسابق النووي مرة أخرى..

وروسيا تطلب تفسيرات للموقف الإيراني لكنها تدين أمريكا وقرارات عقاب إيران.. أما الصين والتي تحصل على ثلث النفط الإيراني وحدها تعلن عدم التزامها بقرار حظر بيع النفط الإيراني، وأنها ستستمر في شراء البترول من إيران وهو ما يستلزم حماية السفن الناقلة للشحنات، وهو دعم صيني روسي لإيران لا أحد يعرف حدوده عند حدوث المواجهات العسكرية إن تمت!

أحيانا يكون الدفع بالأزمات الكبرى إلى حافة الانفجار هو أقصر الطرق لحلها.. فلا أحد يسعى إلى المواجهات ذات الكلفة المرتفعة والثمن الكبير.. وسيناريو المواجهة العسكرية معروف.. يمكن لأمريكا إحداث شلل تام داخل إيران لكن الأذرع الإيرانية الأخرى لا يمكن شلها بأي حرب إلكترونية لأسباب متعددة، لكن كيف سيكون الحال في العراق ولبنان وغيرها؟

وإذا سألنا السؤال الأقرب الذي يعنينا في مصر بشكل مباشر: ماذا لو أعادت الدول الخليجية الشقيقة العلاقات مع قطر؟، هل قطر جاهزة لدفع المقابل وأوله طرد الإخوان من هناك وتسليم المطلوبين إلى مصر؟، هنا نسأل: وماذا عن تركيا؟، هل سيبقى أردوغان وحيدا لا إيران ولا قطر ولا أمريكا ولا أوروبا؟، أم أن لروسيا كلام آخر؟ معادلات متداخلة وأسئلة محيرة، الثابت الوحيد أن مصر تعرف ما تريد وهي الوحيدة بلا أي انحياز التي تمتلك مطالب مشروعة وقانونية وأخلاقية!

الجريدة الرسمية