رئيس التحرير
عصام كامل

6 معلومات حول "المرتزقة" والبلدان التي تجندهم


أعلن «الجيش الوطني» الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، قبل يومين أن قواته أسقطت طائرة حربية تابعة للمجموعات الموالية لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج في جنوب طرابلس يقودها «مرتزق»، يحمل الجنسية البرتغالية.


جاء ذلك أثر غارة على وحدات للجيش في المنطقة، وأظهرت الصور الطيار وهو مضرج بالدماء، وجالس على كرسي، فيما يتفقده عسكريون، وسط تضارب حول هويته الحقيقة بعد أن نفت البرتغال أنه من جنودها.

وعند أي هجوم وذكر كلمة" مرتزق" يظهر بعض الأشخاص ليتسألوا عما تعنيه "مرتزقه" ومن هم ومن يدعمهم وفي أي دولة يعيشون، وفيما يلي أبرز المعلومات حول تعريف "جنود مرتزقة":

مقاتل عدائي

المرتزقة، هم جنود مستأجرون يحاربون من أجل دولة أخرى غير دولهم، لتلبية مصالحهم الخاصة، بعيدا عن المصالح السياسية أو الإنسانية أو الأخلاقية.

يقاتل المرتزق في نزاع مسلح، أو يشارك فعلا ومباشرة في الأعمال العدائية، هكذا ورد تعريف المرتزقة في الملحق الأول الإضافي إلى اتفاقيات جنيف الموقعة عام 1949، والمتعلق بحماية ضحايا المنازعات الدولية المسلحة، وهي أول اتفاقية دولية تتناول بالتحديد موضوع المرتزقة.

تجريم دولي وحظر استخدام

في ديسمبر عام 1989، اعتمدت الأمم المتحدة الاتفاقية الدولية لمناهضة تجنيد المرتزقة واستخدامهم وتمويلهم وتدريبهم، وجرمت كل مرتزق وكل من يقوم بتجنيد أو استخدام أو تمويل المرتزقة، كما حظرت على الدول تجنيدهم واستخدامهم، إذ لا يتمتع المرتزق بوضع المقاتل أو أسير الحرب.

بداية ظهورهم والدول المستخدمة

بعكس ما يظنه البعض، فإن الارتزاق عرف على مدى العصور، استخدمته الإمبراطورية البيزنطية في القرن ال14 لمساعدتها على القتال ضد الأتراك، وخلال القرن الماضي، استخدمتهم المخابرات المركزية الأمريكية والشركات الأمنية الخاصة في حرب فيتنام، وتستخدم حاليا دول غربية المرتزقة لحماية مصالحها الاقتصادية والنفطية في أفريقيا وآسيا، ومن نماذج ذلك الشركات الأمنية في أفغانستان والعراق.

حصانة ورواتب عالية

وبرزت قضية المرتزقة على السطح بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة خاصة في العراق، الذي تعمل فيه نحو 60 شركة أمنية جميعها تعتمد على المرتزقة ويتقاضى أفرادها الذين يتمتعون بالحصانة رواتب عالية.

ويقدر عدد المرتزقة الأجانب في العراق ما بين 15 و20 ألفا، تحت مسميات مختلفة مثل الشركات الأمنية والحماية وغيرها، منهم ما بين 5 و10 آلاف مرتزق من جنوب أفريقيا، وفي عام 2008 زاد عدد منظمات الارتزاق في العالم إلى 300 ألف منظمة.

قلق دولي

أما من حيث الحقوق فإن القوانين والاتفاقيات الدولية تفرق بين الجنود المحاربين الذي يتمتعون عند أسرهم بمعاملة أسرى الحرب، وبين الجنود غير المحاربين الذين لا يعاملون معاملة أسرى الحرب ولا يحق لهم الاشتراك في العمليات العسكرية، ومع ذلك فإن لهم حق المعاملة العادلة وفق قوانين الدولة المستهدفة.

وأكثر ما يثير قلق المجتمع الدولي هو استخدام المرتزقة وسيلة لانتهاك حقوق الإنسان وارتكاب المجازر والجرائم، وهو ما دفع كثيرين للمطالبة بمراقبة الشركات الأمنية وإخضاعها للمساءلة.

مرتزقة ليبيا

سلطت الأزمة الليبية الضوء على ظاهرة الارتزاق بعد أن زعمت مصادر مختلفة عن استخدام القذافي مرتزقة أفارقة في هجومه على عدد من المدن الليبية، وكشف الثوار الليبيون عن استعانته بمرتزقة من جنسيات أجنبية مختلفة، ليقوموا بجرائم وحشية في مختلف المناطق التي شهدت احتجاجات ضد المدنيين.

كما كشف عضو محكمة الجنائية الدولية الهادي شلوف عن وجود نحو 50 ألفا من المرتزقة في طرابلس، وأن نحو 150 ألف مرتزق موجودون في الأراضي الليبية، إلى جانب وجود مرتزقة كينيين ضمن الجنود الأجانب الذين استدعاهم الزعيم الليبي لمساعدته في محاربة الثوار.

وتواجه بعض الدول الأفريقية التي شهدت حروبا أهلية مشكلات تتعلق بإعادة تجنيد مئات الآلاف من المقاتلين السابقين من قبل مرتزقة أو عصابات مسلحة.
الجريدة الرسمية