المعلم الملهم!
يقول الكاتب الأمريكى الشهير "ويليام آرثر وارد": "المعلم المتواضع يخبرنا، والجيد يشرح لنا، والمتميز يبرهن لنا، أما المعلم العظيم فهو الذي يلهمنا".
وإذا دققنا في كلماته فائقة الدلالة هذه، ووضعناها جنبًا إلى جنب مع الحقيقة المؤكدة بأن أي إصلاح تعليمى لا ينطلق من عند معلم مخلص ومتحمس ومحب لعمله ومثقف وملهم، هو إصلاح محكوم عليه بالفشل، فإننا سندرك إدراكًا لا لبس فيه مدى حاجتنا الشديدة إلى أن نراجع بحكمة أولوياتنا في محاور عملية الإصلاح الشامل لمنظومة التعليم التي تتكون طبقًا لما تم الإعلان عنه من (المناهج الدراسية – نظام التقييم وقياس المهارات – المعلم – المدارس – الإدارة – التمويل وتنمية الموارد) ليصبح على رأسها دون أدنى تردد "المعلم"..
لأنه مع تسليمى بالأهمية القصوى لجميع المحاور الخمسة الأخرى، إلا أنه ينبغى أن نتفهم تفهمًا تامًا أنه يصبح من الجنون في ظل حالة الإحباط المعنوى، وعدم الرضا الوظيفى التي يعانى منها المعلمون حاليًا، أن ننتظر أن يطرأ أي تحسن على مستوى أداء المخرجات، في التعليم العام، أو الفنى، أو العالى، رغم كل ما تنفقه الدولة من مال وجهد في هذا الاتجاه.
إن المعلم المتصالح مع بيئته، المحب لمهنته، الملهم لطلبته، هو الركيزة الأولى من ركائز إصلاح التعليم، وجميع الدول التي حققت التقدم الاقتصادى والإدارى والاجتماعى والثقافى الذي نطمح أن نصل إليه، كان أداتها الرئيسية في تحقيق ذلك هو اهتمامها الفائق بالمعلم، لأنه الوحيد الذي يحمل مفاتيح الباب الملكى الأكثر سرعة وفاعلية لتحقيق التنمية المستدامة والتقدم، ألا وهو باب "التعليم الملهم الخلاق"..
لذا فإننا إذا كنا جادين حقًا في الولوج إلى المستقبل الذي ننشده، فنحن بحاجة ملحة إلى أن يقوم مجلس الوزراء بإطلاق حوار وطنى جاد وبناء للنظر في إيجاد مقترحات وحلول إبداعية (قابلة للتطبيق) نستطيع من خلالها إكرام وإعزاز معلمينا، وإصلاح كافة أحوالهم إصلاحًا شاملًا ودائمًا على جميع المستويات، بما يساهم في توطيد انتمائهم لرسالة التعليم، لأن هذا الشأن الإستراتيجى شديد الأهمية يفوق بالتأكيد قدرات وزارتى التربية والتعليم، والتعليم العالى على السواء.
قناعتى الراسخة: إذا استمرينا في إحباط معلمينا ووأد الأمل في نفوسهم، فلا يمكن أن نصل لشىء.. والله من وراء القصد.