بـ«الطبلة والأناشيد».. حكاية «أم محمود» أول مسحراتية بالمنوفية (صور)
كعادتها المرأة المصرية لم تتردد في مساعدة زوجها وأسرتها بالوقوف جنبًا إلى جنب، فهي دائمًا تظهر معدنها وقت الشدائد لتعلن للجميع أنها ليست نصف المجتمع بل المجتمع بأكمله.
مع دقات الدقائق الأولى من كل صباح يوم جديد من شهر رمضان الكريم تستعد "أم محمود" للخروج من منزلها وإيقاظ أهالي المنطقة لتناول وجبة السحور حيث تعتبر منذ زمن بعيد "مسحراتى" قرية الماى بشبين الكوم.
قبل 20 عامًا كانت حكمت صابر الشهيرة بـ"أم محمود" توقظ جيرانها فقط قبل أن يطلب منها أهالي القرية أن توقظهم جميعًا، لم تتردد مطلقًا وبدأت بالفعل في العمل كمسحراتى خلال شهر رمضان بحيث يتولى زوجها المرور على منطقة بينما تتولى على المرور على منطقة أخرى.
أصيب زوجها بجلطة أقعدته وجعلته طريح الفراش وتولت هي استكمال المهمة وحدها وبدأت في اصطحاب نجلها "محمود" كنوع من أنوع الونس على حد تعبيرها وحتى لا تكون بمفردها طيلة الوقت الذي تستغرقه لإيقاظ كل أهالي القرية.
تستغرق قرابة الساعتين منذ خروجها من المنزل حتى المرور على آخر بيت في القرية، حيث تبدأ عملها منذ الثانية عشرة حتى الثانية صباحًا ثم تتوجه لمنزل من أجل تناول بعض لقيمات السحور هي وأسرتها.
"اصحى يا نايم وحد الدايم.. السحور يا مؤمنين" هتافات تطلقها "أم محمود" على أنغام طبلة بحوزتها تحملها على كتفها من أجل إيقاظ الأهالي ولا تكتفى بذلك بل تقرع على أبواب منازلهم وتستغل أجراس المنازل أيضًا حتى يأتيها صوت سكانها بأنهم قد استيقظوا لتكمل طريقها صوب منزل آخر.
لا تحصل على مقابل من الأهالي نظير إيقاظهم وتقول عن ذلك إنها تفعله لوجه الله تعالى، فإن جاد أحد الأهالي بشيء تأخذه وإن لم يجد أحد فهى لا تكترث بذلك فما عند الله تعالى خير وأبقى.