رئيس التحرير
عصام كامل

"أنا من تراب".. أشهر دعاء رمضاني


في حلقة خاصة من برنامج "غواص في بحر النغم"، قدمها الموسيقار عمار الشريعي في رمضان عام 1988، حول دعاء غناه العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، في رمضان.


قال عمار الشريعي: "إن الأدعية والابتهالات الدينية في رمضان هي فن جميل مبني على الدعاء من القلب، ويمثل تعبيرًا عن حب المبتهل لدينه ورسوله.

ومن أفضل ما سمعت كلمات ولحنًا وأداءً، وهذه العناصر وحدة مكتملة في دعاء "أنا من تراب"، للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، من تأليف شاعرنا الكبير عبد الفتاح مصطفى، ولحن الموسيقار محمد الموجي، وصوره للتليفزيون المخرج فهمي عبد الحميد.

والشاعر عبد الفتاح مصطفى، نظرًا لقوة إيمانه وخلقه، فلديه حالة من التميز، تتجلى في الشهر الفضيل، حيث تصدر من الكتابة الدينية، فأفكاره لا تنتهي، فيقول:
أنا من تراب.. والإرادة هي سرك فيه
تنوره بحكمتك.. وبرحمتك تهديه
تراب وسرك.. إذا مس التراب يحييه
ألهمني حب الخير.. وحب الجمال والحق
خليني أقول للشيطان.. مهما غواني لأ
علمني أثبت.. ولو زال الجبل وانشق 
هذا الدعاء تمثل فيه فكرة العند مع الشيطان، والقدرة على قول كلمة لأ، وهي كلمة من أصعب الكلمات.

أما الموجي فقد قدم شيئًا جديدًا بهذا الدعاء، خاصة أنه استعان بعدد محدود من المزيكاتية، وهم: عفت على الناي، وحسان كمال على التشيلو، ومجدى بولس على الكونترباص، وحسن أنور على الرق، ومحمود حمودة على الدف.

الدعاء يغنيه حليم بقلبه، وينم الدعاء عن حركة انسجام بين العازف والملحن والمؤلف والمغني حتى جاء الدعاء ذا فكر درامي سليم مما خلق تفاعلًا كبيرًا بين المستمع والمغني نتج عنه جو من الخشوع والانفعال مع نبرات صوته.

هذا الدعاء من أفضل الأدعية التي قُدِّمت، وما زالت تُقَدَّم في شهر رمضان، منذ عهد الرائد الإذاعي طاهر أبو زيد.
الجريدة الرسمية