المصريون ورمضان وفن صناعة "الزحمه"!
هل جاء رمضان فجأة؟ هل باغتنا ولم نكن نعلم موعده؟ 48 ساعة من الزحام القاتل بالقاهرة، لا نعرف هل شهدت المحافظات الأخرى مثله أم لا؟ لكن إن كان ربع سكان مصر عانوا هذه المعاناة وعاشوها على مدى يومين أو أكثر فعلينا التوقف لمناقشة ثقافة المصريين في رمضان..
كل الناس تذكرت فجأة "مشاويرها" إلى البنوك، وإن كان جزءا من ذلك يتم لأسباب إدارية بيروقراطية، فلماذا هذا القتال على ماكينات الصرف الآلي؟ ألم تكن موجودة طوال السنوات والأشهر والأيام الماضية وستبقى خلال الأيام والأشهر والسنوات القادمة؟!
وإن كان الناس يمرون يوميا أو يوما بعد آخر أمام منافذ بيع اللحوم.. فلماذا الإصرار على شراء لحوم تكفي إلى آخر الشهر أو لما بعد العيد، إن كان يمكنهم شراء جزء منها غدا أو بعد غد أو الأسبوع القادم أو بعد اسبوعين؟ هل قال أحد: إن هذه المنافذ آخرها هذا الأسبوع ؟
وقياسا على الأموال والطعام؛ على الجميع أن يتخيل حال القاهرة الكبرى في يومين أو أكثر، حتى تحولت الشوارع إلى جراج كبير بما فيها طرق الهروب من الزحام المعروفة بالمحاور الدائرية، حتى الطريق الذي نعبره في خمس دقائق عبرناه في ساعة ونصف لانسداد المنافذ والمعابر والمخارج والمنازل والمطالع كلها!
صحيح أن الدولة أخطأت بإجازات متصلة وطويلة لمصالح مهمة وحيوية، كما أن فكرة الإجازات تستحق إعادة النظر وضرورة وجود من يقضي مصالح الناس، ولو بشكل رمزي، ويتم تعويضهم بإجازات أخرى كما تفعل مؤسسات أخرى بالتبادل، وصحيح تحولت معارض السلع من توفير حاجات الناس بأسعار مناسبة إلى نقل التوتر إلى الجميع، لكن في كل ذلك نحتاج بالفعل إلى تغيير ثقافات عديدة..
نحتاج زلزالا في الوعي يجعل المواطن المصري العنصر الأساسي في الأسرة المصرية قادرا على التفكير السليم وإجراء الحسابات الصحيحة، وأن تتوقف نظرية السلوك الجماعي الموجودة في الحياة اليومية كما هي موجودة في التأثر بمواقع التواصل الاجتماعي سواء بسواء!
كل عام وأنتم بخير