رئيس التحرير
عصام كامل

سمير صبري يكتب: سحور في بيت فريد الأطرش


في جريدة "أخبار اليوم"، عام 1990، كتب الفنان سمير صبري، حلقات بعنوان "حكايات أبو سمرة"، يروي فيها ذكرياته مع أهل الفن في رمضان، فيقول:
"دخلت بيت الفنان فريد الأطرش لأول مرة مع الكاتب الصحفي نبيل عصمت الذي كان يعد برنامج "بدون إحراج"، ويذاع يوميًّا في إذاعة الشرق الأوسط بعد الإفطار مباشرة.

وكان فريد يقطن في عمارته المطلة على النيل في الدور العاشر، تركني نبيل واقفًا ودخل شرفة المنزل ليسلم على الموجودين، وكان منهم المذيع جلال معوض وزوجته ليلى فوزي جميلة الجميلات، ومها صبري، وليلى طاهر، وأحمد فؤاد حسن وزوجته سهام، وكريمة الملقبة بفاتنة المعادي، والشاعر مأمون الشناوي، والدكتور على عيسى، والصحفى اللبنانى سعيد فريحة، وزبيدة ثروت وزوجها صبحي فرحات.
بهرني الجو الجديد واللمة الحلوة في السهرة الرمضانية، وبدأ نبيل يسجل حلقته، وعرف نبيل الموجودين بي، وقال طالب بالجامعة ويعمل في الإذاعة بالقطعة في البرنامج الأوروبي والشرق الأوسط، فقال جلال معوض: ابقى تعالى احضر معايا حفلات أضواء المدينة وهاخليك تقدم بعض فقرات الحفل والحفلة القادمة ستكون في نادي الزمالك.
وبينما نبيل عصمت يسجل السهرة الرمضانية في صالونه الشرقي الواسع فتح الباب فجأة، ودخل الفنان عبد الحليم حافظ، وجرى فريد ناحيته للترحيب به، وأخذ حليم بالأحضان، فقال حليم :أنا جاي اتسحر معاكم.
جلس فريد بجوار حليم، واندمج الجميع في الحديث والنكات وآخر نمة في الوسط الفني، وما أن رآني عبد الحليم حتى قال: سمير ده جار في نفس العمارة ووالده من الضباط الأحرار، وكان مع عبد الناصر في حصار الفالوجا.
اكتشفت أن أخلاق فريد فعلًا أخلاق أمراء، بسيط ومتواضع ومجامل ومضياف، وقطع الحديث حليم، وقال: مفيش سحور إلا بعد مايغني الأستاذ.. غني يا وحيد.. وأمسك حليم العود وأعطاه لفريد الذي بدأ يعزف عليه أغنيته ياجميل ياجميل، فرد حليم: يافريد يافريد، فريد مالوش مثال ولا في الخيال، صدق اللي قال زي الغزال.
لم أصدق نفسي، وأنا أجلس وسط هؤلاء النجوم، وكأني أحلم، وكانت ليلة رمضانية عمري ما أنساها لأنها كانت ليلة رائعة".
الجريدة الرسمية