رئيس التحرير
عصام كامل

«بيان» وحدة الأزهر لمواجهة الإلحاد.. مواجهة المفاهيم المغلوطة أهم الأهداف.. ومراكز بالمحافظات لاستقبال كافة التساؤلات.. وحجم الإقبال يعكس الثقة في المؤسسة الدينية (فيديو وصور)


بعد تزايد موجات الإلحاد بين الشباب في الفترات الأخيرة، أصبح لزامًا على المؤسسات الدينية التحرك من أجل وقف مد هذه الموجات التي تسعى إلى إحداث خلل في المجتمعات خاصة العربية.


«الأزهر الشريف» بدوره لم يقف مكتوفي الأيدي أمام تلك الظاهرة التي أخذت في التمدد الذي وإن بدا بطيئًا إلا أنه يمثل خطر حقيقي على عقول الشباب، فأعلن خلال الفترة الماضية عن تدشين وحدة «بيان» لمواجهة الإلحاد والفكر الديني وذلك من خلال قسم الأديان والفكر بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، لتكون مركزًا هامًا وقاعدة أساسية ينطلق منها الأزهر لمواجهة الأفكار والشبهات التي تخطر على عقول الشباب.

أهداف الوحدة
«فيتو» بدورها انتقلت إلى مقر الوحدة الجديدة بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وفي بداية اللقاء، قال الدكتور أسامة الحديدة المشرف العام على مركز الأزهر العالمي لفتوى الإلكترونية، إن الهدف الرئيسي من وحدة «بيان» هو مواجهة الإلحاد والفكر اللاديني، وأن ذلك يأتى انطلاقًا من دور الأزهر الشريف الدعوي والتعليمي والثقافي والمعرفي، في نشر صحيح الدين والمفاهيم الصحيحة والوسطية التي تعبر عن الدين الإسلامي الصحيح، والتي تعبر عن مراد الله تعالى من خلال آياته في القرآن الكريم، كما تعبر تلك المفاهيم التي يدعو إليها إلى فهم سنة النبي.

أماكن الاستقبال
وأضاف «الحديدي» لـ«فيتو» أن مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية أسس له مراكز استقبال في كافة محافظات الجمهورية، وهذه المقرات ستكون بمثابة مراكز استقبال ومقر لأي نشاط يختص به المركز، مؤكدًا أن الإقبال الذي تشهده الوحدة منذ الإعلان عن إنشائها يعكس الثقة الكبيرة التي يتمتع بها الأزهر بين أبناء الشعب المصري، لأنه يمثل جزءًا هامًا من تشكيل هوية وثقافة الشعب المصري.

آلية عمل الوحدة
من جانبه قال الشيخ إبراهيم جميل عضو وحدة بيان بمركز الأزهر العاملي للفتوى الإلكترونية، أن آلية العمل داخل الوحدة تقوم من خلال تنظيم العديد من اللقاءات وورش العمل والحوارات في مراكز الشباب والجامعات والنوادى وفي كافة التجمعات الشبابية، وأن الهدف من هذه التجمعات هي مناقشة بعض الشبهات والمسائل التي تكون لدى الشباب.

ويعمل أفراد الوحدة على استقبال هذه الأسئلة أو الاستفسارات والرد عليها إما بأسلوب سري مع الشباب الذين لديهم تلك التساؤلات، أو من خلال الندوات والاجتماعات العامة التي يكون فيها كل الأسئلة مباحة للجميع، موضحًا أنه يمكن الوصول للوحدة من خلال الاتصال على الرقم المخصص لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية وهو «19906» ثم اختيار قسم الفكر والأديان والذي يتكون من مجموعة من الدعاة الذين يشتركون في وحدة بيان لنقد الإلحاد والفكر اللاديني، ويمكن للمتصل أن يسأل عن كافة الأسئلة والشبهات التي لديه وإن لم يحصل على إجابة كافية يمكنه تحديد موعد ويأتى لعقد لقاء مع أحد أفراد الوحدة.

أسباب انتشار الإلحاد
وأضاف «جميل» أن إشكاليات المعرفة التي تواجه الشباب في العصر الحالي هي إشكالات كبيرة جدًا خاصة في عصر الفضاء المفتوح، ومع سهولة وصول الشباب إلى عالم الإنترنت والفضاء المفتوح فإن الأمر يصبح أكثر تعقيدًا، مؤكدًا أن الوحدة تعمل على بناء شباب قادر على رد الشبهات بأسلوب يقينى بالإضافة إلى زيادة المناعة الفكرية لدى الشباب.

وأوضح أن من أسباب انتشار الإلحاد في العصر الحاضر سهولة الوصول إلى المعلومات التي قد تكون خاطئة أو تفسيرات خاطئة عن الدين، خاصة إننا في عصر لا يستطيع الإنسان أن يمنع نفسه من التساؤل وقد تكون الإجابة عليه غير صحيحة، فالوحدة هنا تقوم بالوصول إلى التجمعات البشرية وتعمل على الإجابة على هذه التساؤلات بأسلوب مباشر.

وأشار إلى أن ضمن الأسباب ايضًا قلة الوعي الديني واتخاذ مناهج معرفية غير صحيحة وقد تكون مضللة في بعض الأحيان، بالإضافة إلى بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والتي غالبا ما تُدار بواسطة بعض الجهات لإثارة اللغط.

الربيع العربي
وأكد «جميل» أن ظاهرة الإلحاد انتشرت بكثرة في الوطن العربي بعد ثورات الربيع العربي، وهذه الظاهرة عرفت باسم «الإلحاد ما بعد الثورات» وهنا يمكننا القول أن بعض الشباب «الملحدين» أو من لديهم شبهات يريدون أن يتخذوا الإلحاد وسيلة للشهرة، كما أن من ضمن أسباب انتشار الإلحاد هو الشباب الذين كانوا ينتمون إلى ما يسمى بجماعات الإسلام السياسي، ثم فوجئ بعد ذلك بأن المناصب غيّرت من وجه من كانوا يتحدثون باسم الإسلام السياسي، فبدأ بعض الشباب يفقد الثقة ليس في هؤلاء القادة فقط وإنما في الدين ذاته، فبادر بعضهم بترك الدين ذاته والبعض الآخر أصبح لديه تشكك في كثير من الأمور.

وما تفعله داعش هو تطرف فكري لأنهم يفسرون الدين بتفسيرات مغلوطة، والتطرف أيضًا أحد الأسباب التي تدعو إلى الإلحاد، لأن الإفراط في الدين يؤدى إلى التطرف الديني مثل داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة، وكذلك التفريط يؤدى إلى ترك الدين بشكل كامل ولذلك الإسلام وسط بين "الإفراط والتفريط".
الجريدة الرسمية