أول حملة إخوانية في أمريكا لمواجهة تصنيفها جماعة إرهابية.. نيويورك تايمز ومعهد بروكينجز في صدارة المدافعين عنها.. يروجون مغالطات وتناقضات للضغط على ترامب.. باحث: دعم التنظيم سياسة معروفة من "2011"
لم تنتظر جماعة الإخوان الإرهابية ولا الداعمون لها كثيرا، لإطلاق أول حملة علاقات عامة، تواجه القرار الأمريكي المتوقع بتصنيفها إرهابية، وبدأت المراكز البحثية المؤيدة لها، في بثت مواد رأي وتحليلات، لتخويف الشعب الأمريكي، وخاصة المسلمين منهم من تبعات سعي ترامب لإحالة التنظيم إلى مستودعات التاريخ.
حملات علاقة عامة
تحاول صحيفة نيورك تايمز منذ أيام، تقليب الرأي العام الأمريكي، على قرار ترامب بإعلان الجماعة إرهابية، حسب إعلان البيت الأبيض، وتحذر بأقلام كتاب الرأي متخصصون في شئون الشرق الأوسط، من تبعات القرار على أمن الولايات المتحدة، والمسلمين الأمريكيين، الذين قد ينالهم جزء كبير من الأذى، حال إعلان الإخوان إرهابية، مما يضع ضغوطًا غير عادلة عليهم، بحسب الصحيفة، والغريب أنهم تعترف أن معظم المسلمين الأمريكيين غير أعضاء بالتنظيم، ورغم ذلك تخلط بشكل غير مبرر، بين الإسلاميين والمسلمين.
بجانب الصحيفة، يقف مركز سياسة الشرق الأوسط بمعهد بروكينجز، وهو مركز أبحاث في واشنطن، ودائما ما تدعم مواده البحثية علاقة الإخوان بالغرب، ويزكيها على تيارات الإسلام السياسي بأكملها، ضد الخطوة المنتظرة، ويحاول إيجاد ربط بين مشروع الإخوان والثقافة الأمريكية، ويرفض أي اتهام للإخوان والإسلاميين بإقامة مجتمعات موازية، كما هو الحال في بلدان الغرب، التي بدأت تتحدث بشكل علني عن هذه القضية، لدرجة أن فرنسا تعدل قانون العلمانية الراسخ في البلاد منذ عام 1905، للسيطرة على منابع التمويل الإسلامية، التي تهدف للتدخل الخارجي في شئون البلاد، من خلال مثل هذه التنظيمات.
معهد بروكينجز.. تناقض فج
يبني «بروكينجز» حملته الدفاعية عن الإخوان، على اتهام الإدارة الأمريكية، بالانطلاق من نظرية المؤامرة، التي تربط المنظمات الإسلامية الأمريكية المختلفة بجماعة الإخوان، ويزعم أن هذه الاتهامات ليست أكثر من ستار لمهاجمة المجتمع المسلم الأمريكي، منصبا نفسه مدافعا عن المسلمين الأمريكيين غير المؤدلجين، الذين لم يخرج لهم أي صوت حتى الآن يدين القرار، أو يعتبره ضد حريتهم ويحرض عليهم، ما يشير إلى رضاهم عنه، أو عدم اعتراضهم عليه، على أقل تقدير.
كما يعتمد بروكينجز على إثارة الدوافع العاطفية في حملته لتبرئه الإخوان، معتبرا أن الكيانات التي تديرها بالأساس، تعمل ضمن شبكة دولية لمجموعة ضخمة من المستشفيات وحضانات رياض الأطفال والمدارس والجمعيات الخيرية الأخرى، وانتهى في النهاية إلى اعتبار أي محاولة للتضييق عليهم، ستعني تمييزًا دينيًا ضد المسلمين، الذين يشكلون نحو أقل من 2% من السكان.
يعود بروكينجز التناقض الفج، بمحاولة إرضاء اللوبيات الإسرائيلية في أمريكا، معتبرا أن تقاريره لا تعني أن فروع الجماعة بأكملها لم تنفذ هجمات إرهابية، ويتهم حماس تحديدا بالإرهاب، باعتبارها منظمة فلسطينية مسلحة تدير قطاع غزة، ويرتاح لتصنيفها في الولايات المتحدة بالفعل على أنها جماعة إرهابية، ولكنه في الوقت نفسه، لم يتعرض بأي شكل لموقف الإخوان من حماس ــ إذا ما سلمنا بهذا التصنيف ـــ ولا يتحدث عن علاقتها بالجماعة الأم، وإن كانت ذراع إرهابية تتبرأ منه، لماذا يأتي قادة حماس لكل فعاليات الجماعة في تركيا وقطر حتى الآن، ومن يستطيع الفصل بين هذا وذاك.
دعم قديم
الدكتور حسام الحداد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى قرار ترامب بتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية، ضربة قوية للجماعة، وخطوة لم يستطع باراك أوباما اتخاذها، موضحا أن ترامب حال نجاحه في تمرير القرار، يكون له تأثير كارثي على جماعة تمثل تهديدًا عالميًا، وتدعم وتمول الشبكات الإرهابية حول العالم، كما سيعني أنها ستخضع للملاحقة القضائية الفيدرالية وسيتم تجميد أصولها.
ويرى الحداد أن سياسة دعم الإخوان، معروفة جيدا، واتضحت جليًا في تعليمات سرية صدرت من البيت الأبيض بوثيقة تحت اسم "دراسة تعليمات رئاسية-11" عام 2011، مؤكدًا أن الجماعة التي تم تصنيفها في 2014، منظمة إرهابية من قِبَل مصر والسعودية والإمارات، كان ينظر إليها، كوسيط رئيسي لدعم واشنطن لعملية الإصلاح السياسي في الشرق الأوسط، وهو ماتغير مع تولي الرئيس ترامب السلطة في البيت الأبيض، على حد قوله.