رئيس التحرير
عصام كامل

مصانع الغزل والنسيج في الغربية «في خبر كان».. تصفية وبيع الشركات وراء تسريح مئات العمال.. المعاش المبكر يقضي على الصنّاع.. وأحد العمال يروي رحلة تصنيع المحافظة للأقمشة وتصديرها


التدمير مستمر لكل الصناعات الثقيلة والعودة إلى الريادة فيها بات يتطلب معجزة اقتصادية، ذلك ما ينطبق على محالج القطن، ولعل ما حدث في الغربية خلال السنوات الماضية أبرز الأمثلة على ذلك، فمصانع الغزل والنسيج أغلقت أبوابها وتم تسريح العاملين بها.


ذكريات
«ياه كانت أيام جميلة رغم كل ما عانيناه من فقر.. 28 قرشا كان أجرنا اليومى وكانت العيشة هنا.. وكنا بنقبض كل 15 يوما وكمان بيخصموا الجمعة بس كنا مبسوطين».. هكذا علق «على زهرة» أحد عمال شركة الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى والذي أحيل للمعاش على الأوضاع التي وصلت لها المصانع قائلا: «شركة غزل المحلة أنشأها طلعت باشا حرب نحو عام 1955 مصنعا ليغزل القطن الذي يقوم بزراعته الفلاح وتحويله إلى أقمشة بأيد مصرية ويتم غزله ونسجه».

وأضاف: «كنا نتعاطى 28 قرشا وكان هناك أيضا من يعمل بالإنتاج حتى صدر القانون رقم 3546 لسنة 1964 الخاص بتقييم العاملين بالشركات على درجات وظيفية فمنهم من تم تسويته على الدرجة الحادية عشرة بدون مؤهل والعاشرة بمؤهل الإعدادية والتاسعة مؤهل الدبلوم والثانوية ويتدرجون في هذه الشركات حتى نهاية خدمتهم سواء بالمعاش المبكر، وبدأ العمل في الشركة بنحو 2000 عامل وارتفع العدد إلى 37 ألف عامل ووفرت التشكيلات النقابية عندما تم إنشاؤها لخدمة العاملين سبل العلاج والمواصلات للذهاب للشركة والعودة لمنازلهم».

الإنتاجية
وعن إنتاجية الشركة قال: «كانت تقوم بصناعة الأقمشة الخفيفة مثل اللينو والبولينات والتروكلين وبعض الأقمشة الخام ثم تطورت صناعة الغزل والنسيج وقاموا بصناعة الوبريات مثل الفوط والكبريتات والبشاكير وحصلت الشركة على شهادة الإيزو».

وتابع: «الأمور أصبحت في وضع سيئ الآن لأنه لا بد من إعادة هيكلتها لتتطور مع الصناعة التي كانت منذ زمن بعيد تتميز بها مصر عن دونها ولكن قامت الدولة بتصفية وبيع الشركات المملوكة لها والتي لا يتجاوز عدد عمالها حاليًا 16 ألفًا، وأيضا قيام بعض الشركات بإنهاء خدمات بعض العاملين بها وإحالتهم للمعاش المبكر الضئيل الذي لا يفي باحتياجاتهم وأسرهم».
الجريدة الرسمية