رئيس التحرير
عصام كامل

الذكرى 55 لتحويل مجرى نهر النيل


في مثل هذا اليوم 14 مايو من عام 1964، تم تحويل مجرى نهر النيل عند السد العالي، في احتفال حضره الرئيس جمال عبد الناصر، وبصحبته الرئيس الروسي نيكيتا خروتشوف.

وكما نشرت مجلة "الجيل" عام 1964، سُمِّيَت مرحلة تحويل مجرى النيل بالمعجزة الثامنة، كما وصفها الرئيس جمال عبد الناصر.
تكلم الرئيس عبد الناصر في هذه المناسبة الكبرى، ووجه حديثه إلى رجال مصر ونسائها وأطفالها، وهو يقدم لهم السد العالي كرمز حي للإرادة والتصميم والمقدرة على العمل والفداء.. قدمه الرئيس لمواطنيه تذكارًا لانتصارهم على كل أعداء الوطن وكل الصعوبات بالعمل الذي يحرك الجبال فيخضع لطبيعة الإنسان، ويؤكد سيطرته بروح من ربه على الحياة.
لقد أهدى الرئيس عبد الناصر السد إلى مصر كلها؛ ماضيةا وحاضرها ومستقبلها، إلى كل المواطنين الأحرار الذين استشهدوا في معارك الحرية على طول أحقاب تاريخنا الحديث.
أهداه إلى ذكرى الرجال الذين التقوا من حول أحمد عرابي في أول محاولة للثورة المسلحة ضد أسرة محمد على، وضد مؤامرات الدول الاستعمارية الكبرى.
وأهداه في ذكرى الرجال والنساء الذين تحملوا مسئولية ثورة الشعب سنة 1919 فكانوا وقودها وضحاياها.
وأهداه إلى ذكرى زهرة شباب مصر الذين جادوا بالدم على أرض فلسطين الحبيبة.. وأهداه إلى الرجال الذين خرجوا في تصميم ثورة 23 يوليو، يغيرون مجرى التاريخ في بلادهم على أضواء الصباح الأولى، ويسجلون في التاريخ أن الجيل المعاصر من شباب مصر رفض أن يستسلم وتمرد على الخضوع.
وأهداه إلى الشعب الذي قاوم العدوان في منطقة القنال، والجنود البواسل الذين قاتلوا انتصارًا لثورة الشعب في اليمن والجزائر.
فالسد العالي هو مجموعة هذه الحقائق الوطنية التاريخية في حياة شعبنا، أو هو كما قال الرئيس حقًّا وصدقًا: ليست هناك بقعة على الأرض تصور المعركة العظيمة للإنسان العربى المعاصر في أبعادها الشاملة، كما يصورها هذا الموقع "السد"، الذي تختلط فيه المعارك السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية للشعب المصري، ويمتزج كأنها كتل الأحجار الضخمة التي تسد مجرى النيل القديم، وتختزن مياهه في أكبر بحيرة صنعها الإنسان لتكون مصدرًا للرخاء.
الجريدة الرسمية