«دسائس الإخوان في أوروبا».. الجماعة الإرهابية تنفذ سيناريو «التخويف بسلاح الدين».. وباحثة تنضم لقائمة الضحايا.. أكاذيب قيادات الجماعة أحالت أساتذة الجامعات للتحقيق.. وفصل بسبب
الوقائع والمعطيات كافة تشير إلى أن خطة جماعة الإخوان، المصنفة إرهابية، للاستثمار القديم في مناخ الخوف، في طريقها للفشل بامتياز، فالضربات المتتالية التي تلقاها جسد الجماعة من الغرب (أمريكا، فرنسا، وألمانيا) كشفت أساليبهم في تشويه واغتيال سمعة الذين يقفون على الجانب الآخر من الحياة السياسية، وإن كانت لم تحجمهم عن التفكير العدائي.
وبدلا من إقامة حوار لأزماتهم والبحث عن حلول لها، يمارسون نفس الترهيب القديم، باستخدام الشكاوى الكيدية والدسائس والكذب، لاغتيال سمعة من يجرؤ على مناقشة أفكارهم ورفضها علنا، بحجة التمييز والعنصرية، ولم يسلم من ذلك الأمر حتى معارضيهم من أساتذة الجامعات ونخبة المجتمع الغربي السياسية والثقافية.
سوزان شروتر
لكن هذا الإرهاب الإخواني، لم يعد يؤثر في أحد، وخير دليل على ذلك سوزان شروتر، رئيسة مركز فرانكفورت العالمي لبحوث الإسلام، التي تتعرض حاليا لهجمة شرسة من الإسلاميين لاغتيالها معنويا، بسبب أنشطتها ضدهم، أعلنت تحديها لهم بتنظيم مؤتمر بعنوان «حجاب الإسلاميين – هل يرمز للكرامة أم القمع».
«شروتر».. الأكاديمية والناشطة الألمانية، تناقش رمزية الحجاب عند الإسلاميين وليس المسلمين، ولماذا هم دون غيرهم، من علماء المسلمين الوسطيين مثل الأزهر، الذين يجبرون النساء على ارتداء هذا الزي، وفي بعض البلدان التي يحكمون فيها، يطالبون بسجنهن إذا رفضن، وهي أفكار تستدعي مناقشتها إذا ما جاء هذا الإجبار في بلدان تتمتع بالحرية الكاملة مثل ألمانيا.
التشويش
في المقابل.. يحاول الإخوان التشويش على المؤتمر منذ الإعلان عنه، وعندهم جملة أهداف أخرى، أهمها جس نبض السلطات الأمنية والسياسية التي تعطل حاليا مشروعاتهم في ألمانيا، وتضعهم تحت الميكروسكوب، وامتدت الهواجس منهم غالبية البلدان الأوروبية الأخرى، وحتى يعرفون حجمهم جيدا، قدموا العديد من الشكاوى الكيدي ضد الباحثة للمطالبة بطردها من الجامعة بدعوى العنصرية، والمثير أن أغلب الشكاوى تقدم لأول مرة من مجهول، ولا يعرف من خلفها، وهي آلية جديدة لم تتبعها الإخوان وأنصارها من الإسلاميين من قبل، لمعرفة حجم التفاعل الحكومي مع الشكاوى، وهل لا تزال تؤثر في مراكز صنع القرار، أم انتهى عصر المكائد إلى غير عودة.
«سوزان» نفسها، قالت إنها لا تعرف من يقوم بهذه الحملة حتى الآن، وإن كان هذا النمط من التخويف أصبح مألوفًا عن الإسلام السياسي في جميع أنحاء العالم، الذي يحاول إسكات منتقديه، بالتلاعب بمصطلحات مثل العنصرية والتمييز والعداء للمسلمين، واستخدامها في خنق أي كلمة تخرج ضدهم، فرغم حملات التضييق عليهم من جميع البلدان الغربية وحتى العربية، إلا أنهم لا يملون من ممارسة العداء لمخالفيهم، واستخدام هذه الأساليب التي أساءت كثيرًا لصورة الإسلام والمسلمين في الغرب، وأوصلتهم إلى ما يحدث الآن ضد المهاجرين، بسبب استغلال التيارات الشعبوية للأفكار الرجعية وتسويقها ضمن خطتها لطرد المهاجرين المسلمين، والتضييق عليهم.
التمويل
يذكر هنا أن «شروتر» إحدى الناشطات في المجتمع المدني، بجانب عملها الأكاديمي، وهي تعمل ضمن مجموعة تسعى للكشف عن أهداف الإسلاميين الحقيقية وموارد دخلهم، وقياس قدرتهم الحقيقية على إشعال توترات بألمانيا والبلدان الأوروبية، ولديهم حصر بالجمعيات المرخصة في ألمانيا، التي تدار بواسطة حكومة معروفة بدعمها للإسلام السياسي.
كما تمتلك العديد من الخرائط للطلاب التابعين للحركات الدينية بمختلف المراحل العمرية، وهي ثقافة انتشرت مؤخرا في مؤسسات المجتمع المدني، التي استشعرت الخوف من التيارات الدينية، وأهدافها الغامضة في أوروبا وخطابها المتطرف، وتدشن حملات وعي، تشارك فيها أجهزة الأمن المختلفة، بعدما أصبح من المستبعد أن تؤثر أي حملات ترهيب من الإسلاميين، على أساتذة الجامعات وغيرهم من الرافضين للإسلام السياسي بالغرب.
وتهدف الأكاديمية الشابة، ومعها جيل جديد ساهم في تعرية الإسلام السياسي، إلى غلق مساحات التعامل على أساس التخويف الذي اتبعته الإخوان وأنصارها من الإسلاميين، لأولئك الذين يتجرأون على التعامل مع أفكارهم وينقبون فيها، لمنع أي نقاش حول الإسلاموية، وكانوا يستطيعون بالفعل منع النقاش في المراكز البحثية بالجامعات والحديث حول أوضاعهم بأي شكل خوفا من تهم التمييز، والمزايدة عليهم من تيارات اليسار، التي تساند الإخوان بقوة حتى الآن، لدرجة أن النسويات اليساريات يشكلن حائط صد ضد أي مضايقات فكرية للجماعات الإسلامية المتطرفة، ويعمل العديد من مشاهير اليساريات مثل ياسمين شومان، على حماية هذه الجماعات ودعمهم.
رقابة
مؤخرا.. علقت الجامعات الألمانية على ما يبدو الرقابة التي كانت مفروضة من قبل على الحديث حول الإسلاميين، ووضعت ضمانات مشددة لحرية العلم والبحث، لإجبار الطلاب الذين يثيرون الأزمات من المنتمين للجماعات المتطرفة، على عدم العمل ضد النظام العام، ومبدأ العلم والجامعة، فعندما ينتهي الجدل العلمي في أمر ما، سيتحول بالتأكد إلى مهزلة، لا تعادي حرية التعبير فحسب، ولكن حرية الفكر أيضا.
الدعم المجتمعي المتزايد للباحثة الألمانية، دعا المتضامنين معها للتمرد، وتقديم حملات وبلاغات مضادة ربما تحدث لأول مرة، عن حملة الاغتيال المعنوي التي تتعرض لها زميلة لهم، إذ كانت تساهم مثل هذه الأساليب في تدمير سمعة الأساتذة الرافضين لأفكار الإسلام السياسي، بمزاعم العنصرية والتمييز، لدرجة أن أحد أهم فلاسفة المجتمع الألماني المعاصرين «فينكلكروت» تم التشهير به وإسكاته، بعد حملة علاقات عامة قاسية، دفعت لها التيارات الدينية الغالي والثمين، واستطاعت النيل منه بسبب نقده لأفكارهم.
حامد عبد الصمد، الباحث والمفكر المصري الألماني الجنسية، تضامن مع الأكاديمية الألمانية، وشن على الإسلاميين هجوما شديدًا، وأكد أن وجودهم في هذه المجتمعات، أصبح نقمة على الديمقراطية، معتبرًا مجرد سعيهم لرفض النقاش حول أفكارهم، تهديدا واضحا لأهم جذر في المجتمع الغربي، وهو حرية الرأي والتعبير.
أساليب الإسلام السياسي، حتى في أشد الأوقات التي يحتاج فيها للمراجعة حول أفكاره، توحد جبهات عدة في أوروبا ضده، بعدما أصبحت تصرفات المحسوبين عليه تعارض الدساتير، ومنطق الحياة في الغرب، بجانب كشف أهدافه الخبيثة، لتأسيس نظام إسلاموي بشكل تدريجي، قد يتبع حكومة أخرى، ستحاول دون شك التأثير على القرار السياسي لدول غربية بعينها، وقد تستطيع إثارة أزمات أمنية وسياسية كبيرة باستخدام هؤلاء، الذين أصبحت مقاومتهم واقتلاعهم من أوروبا، هدفا يتزايد يوما بعد الآخر.
"نقلا عن العدد الورقي..."