د. ريمون ميشيل يكتب: مفاهيم مغلوطة حول التربية السليمة لطفلك
يلجأ الكثيرون من المُربين في هذه الأيام إلى الضرب والإيذاء البدني للطفل بصفة مستمرة، باعتباره الوسيلة والبديل الأسهل لنتيجة فورية للعقاب، بعيدًا عن معاناة التفكير والجهد لإيجاد بديل لذلك.
إن رأيت نتيجة فورية لذلك فلا تسعد بذلك لأن ما يُبنى على خطأ نتائجه تكون أشد خطورة، فلا بد أن نُدرك أن لهذا الإيذاء نتيجتين؛ الأولى مؤقتة، وتتمثل إما في تنفيذ أمرك مباشرة أو زيادة العند، والثانية نتيجة نهائية، وهي تنشئة شخص مُشَوه يكبت العدوان بداخله لحين ميعاد الأخذ بالثأر لمن تطاول عليه سابقًا، وقد يؤجل ظهور تلك النتيجة الأخيرة إلى مرحلة المراهقة أو ما بعدها.
كلمة تعنيف تُعني اللوم والتوبيخ فقط، وهذا أمر غير مقبول تمامًا لأنه لن يُصلح من شأن الطفل أبدًا، لأننا بذلك نفقد الدور المساعد الذي يُهذب سلوك الطفل، ويُمارس التعنيف كنتيجة لقلة الخبرة التربوية أو انعدام الصبر.
أما التأديب فيعني التوعية والتثقيف ثم المساعدة على الإصلاح، ففي مرحلة التأديب لا يترك المُرَبي الطفل بمفرده، وإنما يدعمه بوقته وجهده وفكره، وهذا هو التأديب كما يجب أن يكون.
وفي النهاية تذكر أن الطفل ما هو إلا ثمرة لجذور، إما شجرة أصيلة أو شجرة رديئة، وقبل أن تُعَنف طفلك اسأل نفسك أولًا: هل أنا جيد بما يكفي أم أنه يجب عليَّ أن أصلح نفسي أولًا؟!
----------------------------------------
( * ) استشاري الصحة النفسية وكاتب في مجال العلوم الإنسانية.