رئيس التحرير
عصام كامل

"شعبان" في البرلمان!


قبل أيام كتبنا هنا ننتقد بعنف كل من تسرعوا وتورطوا في الهجوم على جامعة بنها ومعها المطرب الشعبي "شعبان عبد الرحيم"، وقلنا إنهم انساقوا خلف الدعاية الإخوانية الجهنمية التي يتلقفها البسطاء ويرددونها دون أن يدروا أن مطلقها الأول هي اللجان الإلكترونية الإخوانية، لكن تكون النتيجة التبرع بالجهد لخدمة الجماعة الإرهابية، التي تستهدف الانتقام من كل من هاجمها ومنهم شعبان وتشويه الأداء الحكومي كله حتى في الإجراءات والسلوكيات الصحيحة!


في المقال المقصود أشرنا إلى السبب الحقيقي في التكريم البسيط لـ"شعبان"، وقلنا حرفيا "فما بالك أن ما روي غير صحيح وأن القصة خلاف ذلك، وأن الأمر لا يعدو أكثر من صور تذكارية لفنان مريض تعهد بحفل مجاني يعود دخله لمستشفى الجامعة؟"!

وأمس الأول أصدرت بالفعل جامعة بنها بيانا بتوقيع رئيسها الدكتور جمال السعيد روي فيه القصة، وكيف أن "شعبان" دخل المستشفى الجامعي لبعض الفحوص، وعندما شاهد أعداد المرضى عرض على مرافقيه إقامة حفل خيري بإستاد الجامعة، يعود دخله بالكامل للمستشفى الجامعي..

وهنا طلب مقابلة رئيس الجامعة الذي استقبله وكرمه بهدية تذكارية نظير عرضه على أن يقام الحفل فعلا عقب شهر رمضان!

لم ينته الأمر.. وكأن شيئا لم يحدث أمس الأول بالبيان، ولا قبل أيام بما كتبناه، وفوجئ مجلس النواب بطلب بيان عاجل من الدكتورة إيناس عبد الحليم عن الواقعة وروت في طلبها القصة المتداولة فيسبوكيا!

السؤال الآن: إن كان بعض نواب البرلمان يقعون في فخاخ ألاعيب الإخوان الشيطانية فلماذا نعيب على البسطاء؟! وكيف لنائبة ووكيلة لجنة مهمة لا تقرأ الصحف ولا البيانات الرسمية للمؤسسات الحكومية ومنها جامعة بنها؟ وكيف لم تفكر أن ترفع سماعة الهاتف لتتصل برئيس الجامعة أو وزير التعليم العالي قبل التورط في ترديد كلام فيس بوك؟

وكيف سنحارب الإشاعات وحال بعض نوابنا هكذا؟ وما سبب كل التلميحات التي تسخر من فنان ليس ذنبه ما تلقاه من حظ من التعليم؟ كيف وصلنا إلى هذا الحال من التعالي والتاريخ يسجل سير مطربين شعبيين وقفوا مع وطنهم أكثر من غيرهم؟ هل نروي للنائبة ما فعله عدد من الفنانيين رفضوا التنازل عن مليم لحفلات خيرية أو أخرى لإحياء حفلات أضواء المدينة بالإذاعة ولم يقترب منهم أحد بل يلقون كل تكريم؟ هل نكتب اسم الفنان الذي رفض القيام بدور "حسن البنا" خوفا من هجوم الإخوان عليه؟!

شكرا "شعبان عبد الرحيم".. وكل الدعوات بالشفاء العاجل وأن ينجح حفلك الخيري وعلى أروع ما يكون وأن يساهم عائد الحفل في توفير العلاج لمزيد من المرضى وما أكثرهم بكل أسى!
الجريدة الرسمية