دنيا الفول والطعمية عام 1950
في مجلة "المصور" عام 1950 نُشِر موضوع مصور حول الفول والطعمية، وكما يسميها المصريون "اللوز والعجمية"، وهناك من المطاعم من لا تقبل إلا التعامل باسمي "العجمية" و"اللوز".
والفول من الأطعمة الشعبية المصرية الأساسية على مائدة السحور في رمضان، ويطلق عليه المصريون "مسمار المعدة" و"طعام الفقراء".
وهناك محال شهيرة لبيع الفول، حيث ينتعش ويروج في الشهر الفضيل، أما الطعمية فتكاد تختفي في رمضان، ويقبل على تناول الفول الغني قبل الفقير؛ حتى إن الرئيس (الأسبق) محمد نجيب كان عندما تطول اجتماعات مجلس قيادة الثورة أو الوزراء يسارع إلى طلب سندوتشات الفول والطعمية.
كما قيل إن الملك فاروق، كان قبل خلعه، يأكل في السحور الفول الذي كان يأتي إليه خصيصًا من محل للفول في طنطا.
ومنذ أربعين عامًا، وفى دكان بحي الحسين، استطاع صاحبه "المعلم الحلوجي" أن يبتكر خلطة للفول تميز بها، وأثارت لعاب أهل الحي والأحياء المجاورة، وكل من زار الحسين، ويفتح الحلوجي مطعمه لمدة ثلاث ساعات فقط، أثناء النهار من الثانية عشرة إلى الثالثة عصرًا، وفى المساء من العاشرة إلى الثانية عشرة.
والرجل الثاني في دنيا اللوز والعجمية هو "أبو ظريفة"، ومحله بشارع البستان، وكان يخدم زبائنه بنفسه، ثم اشترى محلًا كبيرًا بنفس الشارع، ولا يبيع للمواطن إلا إذا قال له: "اديني لوز"، حتى اشتهر اسم "أبو ظريفة" شهرة أرباب السياسة والفن والرياضة، وحصل على عدة ميداليات في مسابقات الطعام.
وخرج من تحت عباءة "أبو ظريفة" أحد صبيانه، وهو "جمعة عضيم"، الذي تعلم منه الصنعة، ليفتتح محلا منفصلا على الطراز الحديث، وجعل شعاره علم الجمهورية؛ الأحمر والأسود والأبيض.
أما رابع مشاهير الفول والطعمية فهو "عادل خلاف"، صاحب الركن الصغير بميدان العتبة، وهو يبيع، كما تقول المجلة، أكثر من 5000 ساندوتش فول في رمضان ليلا، ثمن الساندوتش واحد ونصف قرش.
وأخيرًا، "إيساثيفتش وإخوته"، وهو تاجر الفول الذي جاء من يوغوسلافيا، منذ أكثر من ثلاثين عامًا، ويبيع الفول والطعمية، ويعلق الزينات على محله في رمضان؛ تضامنًا في الاحتفالات بشهر رمضان مع المسلمين.
تلك هي مملكة الفول والطعمية، طعام المصريين التي تنشط وتزدهر في شهر رمضان المبارك.