رئيس التحرير
عصام كامل

"أحمد إبراهيم".. شاب تحدى الشلل والإعاقة ونجح في الصيدلة (فيديو)

فيتو

"صديقي كان يحملني خمسة أدوار على كتفه لكي أحضر المحاضرات ووالدتي كانت تدعمني دون توقف أما والدي فكرس عمره من أجلي".. بتلك الجمل لخص أحمد إبراهيم أحمد البالغ من العمر ٢٦ عاما، معاناته وكفاحه الطويل حتى وصل لمكانته الحالية كأحد أفضل صيدليي كفر الشيخ.


ويروي، أحمد، المقيم بقرية قراجه بمركز كفر الشيخ، قصته قائلا:" بدأت معاناتي عندما كان عمري ١٤ عاما وكنت حينها في الصف الثاني الإعدادي، أصبت وقتها بعدم قدرتي على الحركة أو اللعب مع زملائي، ومن هنا بدأت جولتي مع أطباء الأعصاب الذين شخصوا حالتي أنها ضمور عضلات، إلا أن تشخيصهم كان خاطئا، وعندما أصبح عمري ١٥ عاما، شخص حالتي أحد الاستشاريين الكبار بأنني مريض بالتهاب مزمن في الأعصاب الطرفية، وعندما بلغت ١٨ عاما فقدت القدرة على المشي نهائيا".

وتابع، أحمد:" برغم ظروفي الصحية، إلا أنني صممت على دخول الثانوية قسم علمي لرغبتي في أن أصبح طبيبا يخفف الألم عن الآخرين، وكانت تلك المرحلة من أصعب المراحل في حياتي، حيث إن بعض المدرسين كانوا يعتقدون انتي استغل ظروفي لكي أنجح وأحصل على مجموع، وهؤلاء المدرسون هم نفسهم بعد ذلك وجدوا أن مستواي العلمي جيد وأشادوا بذلك".

وقال:" أما والدي الحاج إبراهيم أحمد ويعمل بمديرية التربية والتعليم بكفر الشيخ، تفرغ تماما لمدة ٣ سنوات ليساعدني في التنقل بين دروسي طوال اليوم، حتى إنه كان ينتظرني بالساعات في الشارع حتى أفرغ من دروسي ثم يعود بي للمنزل".

وأكمل، أحمد: "بمجرد عودتي للمنزل، كان يأتي دور أمي، التي كانت تذاكر لي دروسي، وتسهر بجواري طوال الليل، وأدين لها بالفضل فيما وصلت إليه، وكلما ضاقت بي الدنيا كنت أجدها تقف خلفي تدفعني للأمام، وشاء الله وحصلت على مجموع كبير في الثانوية مكنني من دخول كلية الصيدلة جامعة الأزهر بأسيوط لتبدأ مرحلة أصعب في حياتي".

صديق أحمد
ويروي، أحمد، قصته مع صديقه " تامر محمد الكافوري" قائلا:" عندما ذهبت للكلية لم يكن يوجد اسانسير وكانت محاضرتي في الدور الخامس، وطبعا كانت مأساة يومية بالنسبة إلى، وفي يوم من الأيام تعرفت على تامر صديقي، الذي كان يمثل لي أكثر من أخ حيث إنه كان يحملني ٥ أدوار كل يوم حتى أتمكن من حضور محاضراتي والسكاشن الخاصة بي، كما أنه كان رجلي التي أسير بها طوال الخمس سنوات التي قضيتها في الجامعة، وبفضله تغلبت على الكثير من الصعاب فكان أخ لم تلده أمي، وشعرت أن الله عوضني به عن قدمي المشلولة، وأتمنى من الله أن تدوم صداقتنا إلى الأبد".

يكمل، أحمد:" جاء تكليفي في الوحدة الصحية بإسحاقة، وعندما ذهبت لاستلام عملي، فوجئت بمديرة اللجنة الطبية بالعبور، تخبرني بأنني غير لائق طبيا وأن خطي سيئ ولا أصلح للعمل، فاتجهت للمحافظ، الذي وافق على استكمال تعييني، واستلمت عملي، وأحاول جاهدا التغلب على أي معوقات تواجهني يوميا والمتعلقة بصعوبات الحركة".

نصيحتي لذوي الاحتياجات الخاصة
وتوجه أحمد إبراهيم، بنصيحة لكل أب أو أم لديهما طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، أن يجاهدا ويصمما على تعليمه بشكل جيد مثلما فعل هو، لأن التعليم هو السبيل الوحيد الذي سيمكن هذا الطفل عندما يكبر أن يشق طريقه ويستطيع أن يأخذ حقه في الحياة ولو بالجزء اليسير.

الجريدة الرسمية