رئيس التحرير
عصام كامل

أخطاء الترميم تشوه حضارة الأجداد.. إعادة تغطية تمثال رمسيس الثاني بمعبد الأقصر لمعالجة عيوب تجميعه.. هرم سقارة يفقد إحدى المصاطب بسبب العمال.. والاستعانة بخبير أجنبي لإصلاح ذقن قناع توت عنخ آمون

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

أثارت العديد من عمليات الترميم التي تمت مؤخرا، وسيناريو عرض المتاحف الحديثة حالة من السخط واللغط الشديدين خلال الفترة الماضية، وآخرها وضعية وترميم تمثال الملك رمسيس الثاني بواجهة معبد الأقصر "الوضع الأوزيري" أي يعقد يديه فوق صدره.


إعادة تغطية التمثال
وجاء التشكيك استنادا إلى المنظر المنقوش على الجدار الجنوبي الغربي لفناء الملك رمسيس الثاني، والذي يوضح وجود 6 تماثيل، اثنان منها في هيئة الجلوس، و4 في هيئة الوقوف ذات قدم يسرى متقدمة، كما أن عملية ترميمه بعد تجميعه لم تنل استحسان الكثيرين، الأمر الذي دفع الوزارة إلى إعادة تغطية التمثال وإعادة ترميمه من جديد لتصحيح ما به من أخطاء.

"فيتو" حصلت على مجموعة من الصور تبين أن تمثال رمسيس الثاني بمعبد الأقصر يخضع لعملية ترميم ليست دقيقة، كما أكد المسؤولون عنها، وذلك لكشط الكثير من المناطق بجسم التمثال، وخصوصا الكتف الأيسر، واستخدام الدعامات الحديدية في إعادة ترميمه، الأمر الذي آثار غضب أساتذة الآثار والمتخصصين في الترميم.

ما حدث في تمثال رمسيس الثاني بمعبد الأقصر لم يكن التمثال الأول الذي يتعرض إلى أخطاء في ترميمه، وسبقه العديد من التماثيل الأثرية التي تعرضت لمثل هذه الأخطاء، إلى جانب بعض الأخطاء في سيناريوهات عرض المتاحف باستخدام "الكانات" والدعامات الحديدية؛ لتثبيت بعض التماثيل نرصدها في التقرير التالي.

متحفي سوهاج ومطروح
سادت فكرة تثبيت التماثيل الأثرية بالمسامير في العديد من متاحف الآثار حديثة الافتتاح، حيث اعتمد منفذ سيناريو العرض المتحفي في متحف سوهاج القومي على تثبيت رأسي تمثالين لرمسيس الثاني بالمسامير والكانات الحديدية، وظهر نفس السيناريو في متحف مطروح الذي فتح أبوابه للجمهور منذ عدة أشهر، حيث تم تثبيت العديد من التماثيل الأثرية به بالكانات الحديدية والمسامير أيضا.

وكانت "إلهام صلاح"، رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار، قد قالت بشأن تثبيت رأس تمثال أثري في متحف سوهاج القومي باستخدام صبات حديدية: إن ما تم استخدامه عبارة عن دعامات معدنية اُستخدمت بصفة مؤقتة لحين تثبيت هذه القطع على قواعد العرض المتحفي الخشبية والمعدنية المعدة خصيصا لها.

وأكدت أن هذه طريقة تستخدمها جميع متاحف العالم والمتاحف المصرية لتثبيت القطع الأثرية الثقيلة الوزن والضخمة الحجم.

وأضافت، أن القطع الأثرية بالمتحف يصل وزن الواحدة منها إلى أكثر من ربع طن، مما كان يستوجب استخدام هذه الدعامات المعدنية من أعلى لضمان استقرار القطع على قواعد العرض الدائمة لها من أسفل، مشيرة إلى أنه تم إزالة هذه الدعامات بعد ضمان التأكد من عملية التثبيت على القواعد.

تشويه ذقن توت عنخ آمون
وسادت حالة من الاستياء بين العاملين بالآثار؛ بسبب سقوط ذقن القناع الذهبى للملك توت عنخ آمون، ولصقها بمادة "الإيبوكسى" ما تسبب في تشويه القناع وتعرضه لبعض الخدوش.

وكانت "فيتو"، قد حصلت على نص مذكرة تقدم بها مجموعة من المرممين الأثريين، إلى مدير عام المتحف المصري في ذلك الوقت "محمود الحلوجي"، أكدت أنه أثناء مرورهم بقاعة الملك توت عنخ آمون، لاحظوا أن هناك مادة لاصقة تظهر بشكل ملحوظ ومبالغ فيه حول لحية التمثال، ما تسبب في تشويه مظهره الخارجى، مطالبين إدارة المتحف بالتدخل السريع لإنقاذ القناع ومكانة الآثار المعروضة بالمتحف أمام الزوار من السياح الأجانب.

ووقع على المذكرة 10 أثريين ومرممين، وتقدموا بها إلى مسئولي مدير المتحف مطالبين بإنقاذ الموقف.

وكان عدد من المواقع الأجنبية تداول أخبارا وصورا خاصة بقناع تمثال الملك توت عنخ آمون، تشير إلى وجود ميول في ذقن القناع ناتج عن كسره وترميمه بشكل خاطئ، واستخدام مواد خاطئة "مادة الإيبوكسى" في ترميمه مما أدى إلى تلف القناع.

هرم سقارة
تسببت أعمال الترميم التي نفذتها إحدى شركات المقاولات على مصاطب هرم سقارة المدرج من الخارج في اختفاء إحدى المصاطب، إذ إن مصاطب الهرم كانت 6 مصاطب، إلا أن أعمال الترميم أدمجت مصطبتين في واحدة فأصبح عدد المصاطب النهائية 5 مصاطب، فضلا عن استخدام الشركة مواد مختلفة للترميم؛ بالرغم من أن قانون الآثار يقضي بأن تكون المادة المستخدمة للترميم بها نفس خواص وشكل المادة الأثرية الأصلية، والمصاطب الأصلية لهرم سقارة من الطوب اللبن أو الحجر، إلا أن الشركة أتت بأحجار من طرة لترميمه الأمر الذي أدى إلى تشويه شكل الهرم.

الأيقونات الأثرية بكنيسة طموه
وكشفت مصادر بالآثار عن وجود مشكلات في ترميم الأيقونات الأثرية بكنيسة "طموه" في الجيزة والتي كانت مدرجة ضمن الترميم، حيث تعرضت الأيقونات لإعادة تلوينها مما أثر على حالتها الأثرية.

وقال "غريب سنبل"، مدير عام الإدارة المركزية للترميم بالآثار وقتها، إنه توجه إلى الكنيسة ووجد بالفعل أخطاءً في ترميم الأيقونات، ولم يكن الترميم على المستوى المطلوب، وأنه شكل لجنة لإصلاح أخطاء الترميم.

وأكد الدكتور "ضاحي أبو غانم"، مدير عام ترميم الأيقونات والرسوم القبطية، في ذلك الوقت، أن الكنيسة لا توجد بها أي أخطاء في الترميم.

وتابع: "نحن بصدد إجراء دراسة عن تسجيل وتوثيق مظاهر التلف وإعداد خطة كاملة عن الترميم في المستقبل، واللجنة التي تم تشكيلها لتوثيق وتسجيل حالة الآثار.
الجريدة الرسمية