رئيس التحرير
عصام كامل

الهرم الأكبر تحت الحراسة المشددة!


بقت هيصة! الهرم الأكبر تحول من مكان جاذب للسائحين ولعلماء وخبراء الآثار من كل أنحاء العالم إلى هدف للمجانين والمجاذيب وهواة الشهرة.. وقبل الفيلم "المثير" الذي تم تسجيله فوق قمة الهرم قبل أشهر إلى واقعة أمس الأول، وأحدهم يتسلق الهرم ليقوم من فوقه بقذف الزوار بالحجارة!


ولا نعرف كيف يمكن تخيل المشهد، ولا نعرف هل نحزن أم نعتبر الأمر سخرية في سخرية! فما الذي يدفع مواطنا ليبذل كل هذا الجهد ليحاول كسر العلامة الموجودة أعلى الهرم وقذف الناس بالحجارة؟! وأي ناس هؤلاء الذين سيقذفهم بالحجارة؟ وكيف يراهم أصلا من فوق الهرم؟

وإن رآهم.. كيف يمكن أن يصيبهم من فوق الهرم الأكبر؟ وكيف صعد بهذا الكم من الحجارة؟ وماذا فعل له زوار الهرم ليستهدفهم؟ ولماذا لم يضربهم وهو معهم تحت الهرم فربما كان الأمر أسهل كثيرا؟! وهكذا نقف أمام عشرات الأسئلة العجيبة والمدهشة.. والأكثر دهشة أن مسئولا بالآثار يقول إنهم يرفقون بحالة المتهم! ولم يتبق إلا دعوته على العشاء تقديرا لمجهوده الكبير في لفت أنظار العالم لأهمية قمة الهرم الأكبر!

للأمانة الموضوع زاد عن الحد.. وبدأت هذه الأحداث تسرق الأنظار بعيدا عن الجهد الجبار المبذول لإنجاز المتحف الكبير في زمن قياسي، وبعيدا أيضا عن خطة الدكتور خالد العناني وزير الآثار لتغيير شكل منطقة الأهرام بكاملها، في مشروع عملاق سيكون نقلة فعلية للآثار والسياحة في مصر معا!

لكن كل الجهد المبذول والمنتظر أن يبذل يدفعنا للحفاظ على آثارنا وهي أغلى ما نملك ليس فقط لأهميتها التاريخية، وإنما أيضا لإعجازها الذي حير الدنيا وأصبح البحث عن سر بناء الأهرامات محل تناول في العديد من المراكز البحثية والعلمية، ونخشى أن تصل من أحد هذه المراكز لدراسة الأهرام على الطبيعة فتجد من يقذفها بالطوب والزلط من فوق الهرم الأكبر! والخوف أكثر من أي محاولة لمطاردته والانتقام منه! سنقف لنتفرج على مسرحية كوميدية مأساوية!

لم يتبق إلا أن تحيط الشرطة بالأهرامات الثلاثة لتزداد أعباؤها بفعل مجموعات من المجانين لا نعرف من يوجهها ناحية هذه المنطقة تحديدا!!
الجريدة الرسمية