تذاكر البطولة الأفريقية والحس السياسي الاجتماعي الغائب!
الفترة التي غابت فيها الدولة عن تأهيل الشباب للعمل العام واحتكرها حزب واحد حاكم كانت فقيرة في تقديم قيادات وكوادر حقيقية تقدر تاثير قراراتها وتداعياتها.. وتعرف متى تصدر القرار ومتى لا تصدره.. وتفهم لغة الجماهير وتكون داعمة للدولة التي تترأس إحدى مؤسساتها وليس العكس.
الآن يتم تصحيح الأمر بأكاديمية الشباب وبالبرنامج الرئاسي لشباب مصر وغيرها.. لكن علينا ولفترة أن نقف أمام أمر واقع يتمثل في وجود كثيرين من هؤلاء في مواقع عديدة.. وللأمانة الشديدة لا نقصد أحدا بعينه فلا نعرف من باتحاد الكرة أو في اللجنة المنظمة وراء اقتراح أسعار التذاكر ومن أيّده ومن اعترض على الاقتراحات.
إلا أننا أمام اقتراحات فعليا سيئة للغاية وأثرها أسوأ.. إذ يكفي أن فرحة فئات عديدة من شعبنا بوجود البطولة الأفريقية على أراضينا تتسرب الآن.. هذه الفئات وجدت نفسها غريبة الآن عن المهرجان كله وأن فئات أخرى غيرها يمكنها أن تتابع وتشاهد المباريات وتشجع منتخبنا.. وأن عليهم هم فقط متابعة الأخبار أو مشاهدة المباريات على المقاهي الكبرى أو متابعتها إذاعيا!
حجة أن الطلب سيكون كبيرا على التذاكر ليس مقنعا.. بل ادعى أن تكون أسعار التذاكر في متناول أكبر قطاعات من المصريين ويكون الزحام أو الأسبقية أو بالشطارة في الوصول إلى منافذ التذاكر هي أسباب الحصول على التذاكر وحضور المباريات ومؤازرة المنتخب وليس القدرات المادية التي تشعر فئات كبيرة أنها على الهامش وأن انتماءها للوطن شكلي!
نؤيد جهود وزير الشباب الدكتور أشرف صبحي التي يبذلها منذ الأمس لإعادة النظر في الأسعار خصوصا -ونتفق معه تماما في ذلك- أسعار تذاكر الدرجة الثالثة التي حددت بمائتي جنيه للتذكرة الواحدة للمباراة الواحدة.. وجمهور الثالثة يشكل جمهورية الكتلة الأكبر في مشجعي الرياضة في مصر وهي الفئات الأقل دخلا.. وهذا لا يعيبها.. لكن لا يقلل على الإطلاق من انتمائها بل بينها مئات الألوف وملايين ممن يعشقون وطنهم ويرغبون في التضحية من أجله بكل ما يملكون!
نأمل أن يتوصل الدكتور صبحي إلى اتفاق يرضي هذه الفئات وأن يمارس صلاحياته كاملة إذا لزم الأمر، لتنتهي الأزمة بأسرع ما يمكن!
اتركوا -يا سادة- حب الوطن متاحا للجميع.