رئيس التحرير
عصام كامل

عمال غرب المنيا يستحقون التحية!


الرئيس في كلمته أمس بمناسبة عيد العمال وجه التحية لعمال مصر، وقال إن الإنجازات التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة تحققت بفضل سواعد عمالها الابطال، فالعاملون في كل المشروعات القومية الكبرى هم مصريون، وحققوا إنجازات تصل إلى حد الإعجاز بأعلى جودة ومواصفات عالمية وبأقل تكلفة وفي وقت قياسي.


العامل المصري يعمل في منتهى الجدية والانضباط حينما يحسن إدارته وفي بيئة تساعده على الإنجاز، لذلك استحق التحية من رئيس الجمهورية لأنه يلتقيهم حينما يتفقد المشروعات، فهذا العامل هو الذي حفر قناة السويس وشق جبل الجلالة وإنشاء أفخم وأضخم الطرق والأنفاق والكباري ويعمر الصحراء.

لذلك استغرب من بعض الإعلاميين الذين يتهمون العامل المصري بالكسل والبلطجة، ومن بعض المسئولين الذين يعلقون فشلهم ومشكلات مصر كلها على المواطنين، وفي السطور التالية سوف أتحدث عن نموذج يحتذى للعمال المصريين يعيشون على بعد 300 كيلو من القاهرة، في منطقة قاحلة غرب غرب مدينة المنيا، نحو 50 عاملا يسطرون قصة نجاح وملحمة وطنية في صمت..

بعيدا عن الإعلام يسابقون الزمن، ويواصلون الليل بالنهار لتحويل الصحراء الجرداء إلى جنة خضراء، ونجحوا في إنتاج أطيب الثمار من الرمال الصفراء.

خمسون مواطنا يعيشون في منطقة ليس فيها أي وسائل للترفيه لا إرسال تليفزيوني ولا إنترنت ولا حتى شبكة تليفون أرضي أو محمول.

حياتهم فقط للعمل والنوم، ويقطعون مسافة 200 كيلو ذهابا وعودة لشراء طعامهم وشرابهم، ويعملون في ظروف مناخية قاسية، حيث درجة البرودة صفر ليلا في الشتاء وصيفا الحرارة 45 درجة، وهذا الطقس يؤثر على الإنسان والزرع والحيوان، ومطلوب من هؤلاء الأبطال التعامل مع هذه الظروف لتحويل الأرض التي كانت مصدرا للشر إلى منبعا للخير والنماء.

وزير الزراعة الدكتور عز الدين أبوستيت يوم السبت الماضي افتتح حصاد باكورة أول إنتاج للمشروع من القمح بالمزرعة الاسترشادية، المقامة على مساحة 1000 فدان مزروعة بأصناف مصرية من إنتاج علماء مركز البحوث الزراعية، وتحت ظروف مناخية صعبة ونسبة ملوحة مياه عالية..

الزائرون لمنطقة غرب غرب المنيا كانوا يقولون إن الفشل مصير أي محاولات لتعميرها.

لأن نسبة ملوحة المياه والتربة عالية وأيضا سرعة الرياح تدمر الأخضر واليابس، ولكن أمام عزيمة عمال مصر التي لا تعرف المستحيل والإصرار على النجاح، تحقق الإنجاز الذي يصل إلى درجة الإعجاز، ونجح علماء مركز البحوث الزراعية في إقامة مزرعة إرشادية بحثية على مساحة 3000 فدان، تشمل على محطة للإنتاج الحيواني 670 رأس ماشية، وعشر صوب لزراعة الطماطم والخيار والكرنب والقرنبيط والفلفل والباذنجان..

ومزرعة للمحاصيل الإستراتيجية من القمح والشعير والبنجر والذرة الشامية الصفراء والرفيعة ومحاصيل الأعلاف والزيوت مثل الكانولا كذلك وحدة لإنتاج المخصبات والأسمدة الحيوية لتوفيرها للأراضي الجديدة بالمنطقة تيسيرا على المستثمرين وشباب المزارعين، بالإضافة إلى التفكير في إنشاء مزرعة سمكية لخدمة العاملين بالمشروع والمنطقة.

المزرعة الاسترشادية التي نجح هؤلاء الأبطال في زراعتها سوف تكون النواة لاستصلاح وزراعة 20 ألف فدان بالمنطقة، وأيضا نموذجا لزراعة 400 ألف فدان بمحافظة المنيا، المنطقة الواعدة لاستصلاح وزراعة أكبر مساحة من مشروع المليون ونصف المليون فدان، وبعد نجاح وزارة الزراعة في المزرعة النموذجية وإزالة كافة العقبات الفنية وتحملها لكل الصعاب جاء الدور على المستثمرين لإقامة مشروعات إنتاجية تنموية متكاملة تسهم في حل مشكلات البطالة وغلاء الأسعار.

عمال مصر في غرب المنيا لهم مطلبا شرعيا وبسيط، وهو إقامة محطة تقوية للتليفون المحمول في المنطقة، تربطهم بأسرهم، وهذا واجب اجتماعي على شركات المحمول ومساهمة منها في نجاح المشروع وأفضل دعاية لهذه الشركات.

كل التحية والتقدير لعمال مصر في مشروع غرب المنيا، وللمسئولين عن المشروع الذين يثبتون أن مصر سوف تحيا قوية وناهضة بفضل جهود أبنائها المخلصين.
الجريدة الرسمية