رئيس التحرير
عصام كامل

ودع مدينة «الجن والملائكة» ليعود إلى قوص.. حكاية شاب رفض الجنسية الفرنسية بسبب مطبعة

فيتو

السفر إلى الخارج حلم يراود الكثير من شباب مصر، خاصة إن كان هذا السفر إلى دولة أوروبية، ولقد كان عياد سعيد محظوظا عندما جاءته الفرصة للسفر إلى فرنسا، وعاش بها لأكثر من 7 سنوات، وفجأة ودون مقدمات قرر العودة إلى مصر رغم أنه كان على وشك الحصول على الجنسية الفرنسية، زملاؤه في فرنسا اتهموه بـ"الجنون" لكن ابن مركز قوص لم يبال وحمل شنطة ملابسه، وفي صالة المطار سمع النداء للطائرة المتجه إلى القاهرة، وعاد إلى مصر.



حرصت "فيتو" على لقاء الشاب عياد سعيد حنا، ليسرد لنا قصته وسر عودته من مدينة الجن والملائكة، فتجولنا بأحد الشوارع المجاورة لمحطة قطار قوص، جنوب محافظة قنا، حتى وصلنا إلى لافتة مكتوب عليها "مطبعة الشعب"، الخاصة بوالد "عياد".



وقال "عياد": "سر عودتي من فرنسا هو مطبعة والدي الكائنة بأحد الشوارع المجاورة لمحطة قطار قوص بقنا ويعود تاريخ إنشائها إلى عام 1960 وهي أول مطبعة بمحافظة قنا، وكانت عامرة بجميع الآلات الحديثة في ذلك الوقت وجميعها صناعة مصرية، وما زلت احتفظ بجزء أصيل منها وسلاح المقص التي يرجع تاريخها إلى أكثر من 100 عام".



وتابع: "عشت بفرنسا ما يقرب من 7 سنوات تعلمت من خلالها الكثير، وكنت على وشك الحصول على الجنسية الفرنسية، إلا أنني فوجئت ذات يوم أنه لا بد من العودة ولا أعرف حتى اليوم ذلك الهاجس الذي جعلني أحمل شنطة سفري واتجه إلى المطار وأعود رغم أن الكثير من أصدقائي هناك طلبوا مني التريث والتروي، لكن كانت النية صادقة في العودة إلى تراب هذا الوطن وإلى مملكتي الصغيرة".



واستطرد: "عندما كنت أسير بشوارع باريس وأشاهد أي مطبعة أقف أمامها وأتذكر لحظة وقوف والدي أمام المطبعة أشعر لحظتها كأني في شوارع قوص أمام مطبعة الشعب التي كانت يرتادها الكثير من الشخصيات، وللأسف الذاكرة في ذلك الوقت لم تسعفني كي أتذكر منهم أحدا وكان هذا الأمر في غاية الاستغراب بالنسبة لي".



وأضاف "عياد"، أنه لم يفكر في بيع أي من محتويات المطبعة، وأنه لا يزال يحتفظ حتى بقطع قضبان السكة الحديد، التي كانت يستخدمها والده في التقطيع.



واستطرد: "كل جزء داخل المطبعة أشم رائحة والدي وأتذكر كل لحظة وهو يقف إلى جوار العمال ويقوم بالتقطيع والطبع وغيرها من الأعمال، وكلما أشاهد العم ثروت فكري أقدم عامل بالمطبعة والذي يمتد عمله بها لمدة 45 عاما أتذكر اللحظات الحلوة أيام والدي".


عم ثروت
والتقطت ثروت سعيد أقدم عامل بالمطبعة أطراف الحديث وقال: "عملت بتلك المطبعة منذ الصغر ولم أتركها يومًا، في المطبعة تعلمت الكثير واكتسب خبرات لا مثيل لها"، موضحا أن الآلات والمعدات الموجودة في المطبعة لا يوجد منها إلا في مطابع المحافظة التي أنشئت في ذلك الوقت.
الجريدة الرسمية