رئيس التحرير
عصام كامل

علاج الاكتئاب


من يطالع تعليقات فيس بوك ومشاركات الأصدقاء عليها يلحظ أشياء كثيرة وكثيرة يتابعها المهتمون كل في تخصصه، ومن بين ما يلحظ حالة من الإحباط التي قد تصل بالبعض للإصابة بعدوى الاكتئاب، وهي عدوى تصيب بعض من يعانون من أمراض نفسية ومضايقات معيشية تنغص عليهم حياتهم، وتدفعهم دفعا إما إلى الانتحار وهي مرحلة مزمنة وصعبة من مراحل الاكتئاب وقانا الله وإياكم شرها وسوءها، وإما إلى الانعزال عن العالم المحيط والانزواء على النفس..


واتهام العالم المحيط من أهل وأصدقاء وأقارب بأنهم سبب النكبات والأزمات، وهي حالة تحتاج لتكاتف الجميع للوصول إلى علاج أمثال هؤلاء عن طريق الشعور بالإيجابية وتقدير جهودهم، لكنها للأسف غير موجودة في مجتمعاتنا العربية، وإن كانت الدراسات والدول الغربية قد اهتمت بهذا الشأن عن طريق إنشاء جمعيات وجماعات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لتجاوز هذه المرحلة.

في عالمنا العربي المعاصر تتخذ مثل هذه الأمور نظرة مختلفة وواقعا جديدا بعيدا كل البعد عما يحدث في الغرب، حيث يوصم المرضى النفسيون بأوصاف مهينة ودونية، ويتم التعامل معهم ببعض الاستخفاف، بعدما كان الشعور بالتضامن والتآلف والوحدة أحد أسباب نجاح هذا المجتمع في محاصرة أمراضه وعلله، من خلال دعمه للضعفاء وأصحاب الأمراض، وحثهم على الصبر والتصبر والمثابرة..

ولا يزال بعض العقلاء يستخدم تلك الأساليب التي يراها البعض جملا إنشائية بعيدة كل البعد عن العلاج، ويصر على ضرورة مشاورة الأطباء، وهذه حقا ضرورة لا بد منها، لكن يبقى النصح والـتآزر والمساندة وتعزيز الإيجابية وتحرير النفس من الأوهام من خلال تصحيح المعتقد هو المحفز للقضاء على مثل هذه الأمراض، التي باتت منتشرة في كل المجتمعات..

وليعلم كل منا أنها المحفز للقضاء على مثل هذه الأمراض التي باتت منتشرة في كل المجتمعات، وليؤمن كل منا أنه لا يكون في ملك الله إلا ما أراد الله، وأن الأمور تجري بمقادير، وليردد كل منا حديث ابن عباس رضي الله عنهما حينما قال: "كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف".

وليعلم كل واحد منا أن الله وحده هو القادر السميع المجيب، وأنه "وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو، وإن يردك بخير فهو على كل شيء قدير".
الجريدة الرسمية