أصابع الإخوان تلوث مبادرة أيمن نور.. رموز المعارضة بالداخل يرفضون دعوة «مالك قناة الشرق» للاصطفاف مع الجماعة.. يستنكرون الزج بأسمائهم في «حوار هزلي».. والديهي: رئيس غد الثورة يحمل
لا أحد يريد مشاركة الإخوان مرة أخرى، مجمل رسالة قوى المعارضة لأيمن نور، ورفضًا لدعوته للحوار بين خصوم الأمس واليوم، إذ استنكر أكثر من عرض عليهم التفاهم مع الجماعة الزج بأسمائهم، في حوار هزلي، بحسب تعبير جورج إسحاق، عضو المجلس القومي لحقوق الإنساني.
شو إعلامي
عبر منصات إسطنبول، وجه أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، ومالك قناة الشرق الإخوانية، الدعوة إلى 100 شخصية مصرية بالداخل والخارج، للتحاور قبل 30 يونيو المقبل، وحتى لا تحسب عليه الدعوة، اعتبر مبادرته مجرد حوار، لا يعني بالضرورة تشكيل تحالف سياسي، وهي الصياغة التي رفضها جورج إسحاق، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، واعتبرها مرفوضة شكلا وموضوعا في مداخلة له على الهواء مباشرة، بإحدى القنوات العربية المدعومة من قطر، والتي كانت تستضيف نور في نفس الوقت.
إسحاق قال لـ«نور»: إن معارضة بالخارج مشكوك فيها، وتلعب أدوارا واضحة لإعادة إحياء الإخوان مرة أخرى، وهي نفس مبررات الدكتور حسام بدراوي، رئيس حزب الاتحاد والبرلماني السابق، الذي ورد اسمه بالقائمة، وشدد على تمتعه بحرية النقد داخل البلاد، ورفض أي محاولة للاستقواء بالخارج مهما كانت المبررات، وكذلك الدكتور عمار على حسن، الذي أكد على اختلافه مع السلطة المصرية، ولكنه نفس الوقت، يعارض من داخل البلاد، ووسط تيار مدني لا تشوبه شائبة، رافضا فتح الباب من جديد، لمن ثار عليهم المصريون في يناير ويونيو، على حد قوله.
في المقابل، رفض الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية، دعوة نور التي تناقض رؤيته، معتبرا أنه لا جدوى من الحوار مع الإخوان، التي تضمر أهدافًا خبيثة، وتحلم بإعادة حكم الجماعة من جديد، باعتباره البديل الأكثر قدرة من القوى المدنية، على ممارسة السلطة من وجهة نظر الجماعة، رغم ضعفها الشديد، وقلة حيلتها في جميع البلدان العربية، التي وصلت فيها للحكم، أو التي ما زالت تنافس فيها على الوصول للسلطة.
لم يتصل بأحد
المثير في دعوة «نور» أن أغلب من وجهت لهم الدعوة، اعتبروها شو إعلاميا، ومحاولة للتربح من خلفها، ولا سيما أنه لم يتواصل بأي شكل معهم، لعرض مثل هذا المطلب عليهم، ولم يحصل منهم على ما يفيد بالرغبة، في الانخراط بحوار من جديد مع الإخوان، أو التوافق مع معارضة الخارج، بكل ما عليها من ملاحظات، يعتبرها البعض تصل حد العمالة مع أجهزة مخابراتية، لدول معادية لمصر.
على الجانب الآخر، وحفاظًا لماء الوجه، حاولت الإخوان التنصل من التنسيق مع أيمن نور للحوار مع المعارضة المصرية، وأبدت رفضها لحجم تمثيلها داخل قائمة الـ100 شخص المعلنة، والتي لم تزد نسبة تمثيلها فيها عن 3%، ورفضت على لسان القيادي بهاء أبو رحاب، الدخول في حوار بهذا التمثيل الضئيل، واعتبره يبخس حق من أسماهم "أصحاب الأغلبيات البرلمانية" لصالح التيارات العلمانية، بشكل غير مفهوم ومرفوض.
مبادرة تحمل السموم لمصر
من ناحيته، شن الإعلامي نشأت الديهي، هجوما شرسًا على أيمن نور، مؤكدا أنه ينتج مبادرات يومية، لا تحمل سوى السموم لمصر، مشيرا إلى أن السياسي المصري الهارب خارج البلاد، لم يعد لديه إلا اللطم على الخدود التي انتفخت من عمليات التجميل، ولم يعد لديه سوى تلقى التمويل من دولة قطر، على حد قوله.
ويرى الديهي، أن مبادرات «نور» الهدف منها إضفاء شرعية على نفسه، حتى يظهر وكأنه ليبرالي يؤمن بالتعددية، ساخرا من رئيس حزب غد الثورة قائلا: «عندما نتحدث عن أيمن نور، لازم بعد ما نتكلم عنه نتطهر».